صرخة صوت د.أحمد دبيان
صرخة صوت د.أحمد دبيان
صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: «أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. قَوِّمُوا فِي الْقَفْرِ سَبِيلًا لإِلَهِنَا.
هكذا وردت الآية التنبؤية فى سفر إشعياء تنبئ لتأتى أناجيل متى ومرقص فتسقطها على حنان الله نبى الله يحيى يوحنا ( يو -حنان ) أى حنان يهوه .
ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي، الذي يهيئ طريقك قدامك. صوت صارخ في البرية: أعدوا طريق الرب، اصنعوا سبله مستقيمة.
كان يوحنا يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. وخرج إليه جميع كورة اليهودية وأهل أورشليم واعتمدوا جميعهم منه في نهر الأردن، معترفين بخطاياهم. وكان يوحنا يلبس وبر الإبل، ومنطقة من جلد على حقويه، ويأكل جرادا وعسلا بريا. وكان يكرز قائلا: «يأتي بعدي من هو أقوى مني، الذي لست أهلا أن أنحني وأحل سيور حذائه. أنا عمدتكم بالماء، وأما هو فسيعمدكم بالروح القدس.
فَسَأَلُوهُ: «إِذاً مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ»
فيقولون ليوحنا: أنبي أنت؟ أي هل أنت واحد من الأنبياء؟ لكنهم سألوه قائلين “ألنبي أنت؟” بإضافة أداة التعريف. بمعنى هل أنت النبي الذي سبق موسى فأخبر عنه (تث 18: 15)؟ أنكر هذا المعنى، ولم ينكر أنه نبي، لكنه أنكر أنه هو ذاك النبي.
تحيا الإنسانية فى انتظار هذا المخلص الذى أشاروا إليه سائلين ،
ألنبى أنت ؟!!!
ألنبى أنت هو جودو وهو المهدى وهو المسيح الرئيس الموكل بمهام مقدسة ، وهو العبد المختار ، الذى به يسر الإله كما ورد أيضاً فى سفر إشعياء .
ألنبى أنت هو المهدى عند المسلمين وهو المسيح عيسى عند عودته ليحكم حكماً أرضياً و ، وهو المنقذ من قبل عند أفلاطون .
ألنبى أنت هو سؤال المتوجس من اليهود واللاويين الذين ارتزقوا بالشريعة ، لأنه حين يأتى النبى سيقوض وجوده تمايزهم وتمركزات ثرواتهم .
جاءت إجابة يوحنا صادقة حزينة متوجسه ، أنا ذلك الصوت الصارخ فى برية الجهل والتسطيح الفكرى والتجريف العقلى وضرب الثوابت الدينية أو الوطنية .
أنا ذلك الصوت الصارخ فى برية التيه والسفسطة والحزن وخيبة الأمل .
أنا ذلك الصوت الصارخ فى برية الهيانة و الوثنية المزدانة العالية الصوت .
أنا ذلك الصوت الرافض لتطبيعات العصر والخيبة والهيمنة .
أنا الصوت المقاوم الذى يعلم أن جولته الحالية خاسرة ، وليأتى من لست أهلاً لأن أحل سيور حذائه فيعمدكم بالرفش والنار .
أنا الصوت الصارخ فى برية العجز الذى يعلم ان رأسه سيكون مهراً لبغى فى رقصة تعرى ، لهيرودس لعبت الخمر برأسه فأطاح بتوازناته السياسية التى كان يسير على حبالها ، وليكتشف بعد أن أطاح بالرأس أن الثورة التى كان يخشاها محض أوهام من جسد فقد الروح والإيمان واليقين .
انا صوت صارخ فى أودية الصمت والصمم والبكم والعمى ، والمسيح لن يأتى إلا ليصلب من جديد ، فالصلب أيسر من أن يتحرك أسن الأفكار المومس ، والرؤوس التى أدمنت عطب الفكر يصيبها صداع الحقيقة أن مرة فكرت أن تتعاطى الفضيلة الغائبة .
و جودو لا يزال فى رحم الغيب لا يدرى أحد متى دورة أفلاكه ، ولربما يأتى ولربما لن ، وهو يعلم انه اذا ما تجلى نوره مرة أخرى من السرداب سيأتى إئتماراً من سوف يصرعه ويصلبه من جديد .
التعليقات مغلقة.