موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

صفعة الطواحين بقلم شهرزاد فايزة المياني

321

صفعة الطواحين
بقلم / شهرزاد فايزة المياني

تلك القلوب التي لونت الكون بلون الربيع حتى صار عبير العشق فواحا ليلمسه الجميع في الحروف ، و في لمعة العينين ، و في نبرة السعادة التي تغمر الصوت ، و في تدافع الكلمات كأنما انطلقت بعد طول حبس متحررة من الصمت و الألم ، و في تسارع الخطوات كأنما تلتهم الطريق فتستعجل في عبث طفولي نهايته ، و بعشوائية الفرح و سذاجته و تلقائيته التي تجعل الأفكار و الكلمات تتدافع في انفجار يشبه فوران زجاجة البيرة فور فتحها بعد رجها بعنف ، تملك الكثير من التسامح و القدرة على الحب و الإقبال على الحياة رغم أنها تدير ظهرها لهم دائما ، ما إن تتبسم حتى تكشر عن أحزانها لتنهشهم بأنياب الخذلان ، سيتعثرون و يسقطون و يقومون في كل مرة بندبة في الروح لكن براءتهم تخلق البداية و تغرس الأمل فتنبت بهم الحياة .
هذه القلوب معطاءة جدا ، عملة الشبع في زمن الجياع ، و الري في صحراء العطش ، يدركون أن هذه الحياة خلقت لنعيشها في سلام ، و أن الحرب طارئة كالشر و الخطيئة ، لكن المرايا معتمة ، و الضباب يلف العقول فيغلفها و يغلقها ، هؤلاء هم( دون كيشوت ) الفارس الذي يحارب طواحين الهواء و يخالها أعداءه فيتهمه الجميع بالجنون ، طواحين الهواء مزقت الطيور فأزعجه غيابها ، هكذا اعتبرها عدوا له ، كيف يستيقظ ليجد البلابل تئن ، و العصافير مدرجة بدماها ؟ تلك جريمة في حق الجمال و الحياة ، ربما أرقه الحبوب التي تلتهمها و القشور التي تخلفها له و الفضلات ، لكن طواحين الهواء على جورها و فعلها الأرعن أنهت الضجر و أزالت الغشاوة السميكة التي صنعها الاعتياد ليرى بعين الفقد ما كان في يده ! كلنا ستضربنا الطواحين يوما لكنها لا تعتذر و لا تدور عكس دورتها الغادرة ، فقط ستترك خلفها العداوة و الندم !
قليلون الذين يدركون النعم ، قليلون الذين يملكون نعمة البصيرة و الحكمة ، فيستمتعون بالحياة بعيدا عن محطات الانتظار ، يستمتعون بالحياة كما هي ، بنقصها و صخبها ، فأي شيء كمل لابد له من الانزلاق مع منحنى الزوال !
هذه القلوب نفحة من رحمة الله بنا ، نأمن عطاءها و وجودها و ننسى حقوقها فنقسو و نهمل حتى تتبدل علينا ، و نمضي نبحث عن طواحين نتهمها و نعاديها و نعلق عليها الفقد و الألم بينما كانت الطواحين بعض عمانا وإهمالنا و قسوتنا عليها ، و لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب ، إذا كنا من سكبناه !

التعليقات مغلقة.