صقيع خشن بقلم: جمال الخطيب
صقيعي خشن هذا الصباح، اسمها (خضرة) في التغريبة الفلسطينية، قتل زوجها في اشتباك مع الإنجليز، وفي التغريبة السورية بقذيفة مدفع، كانت (مريم) في قصة ( ما تبقى لكم) نساء الشهداء يرثهن الأنذال، الحكايا تعيد نفسها في صقيع متلاحق.
ما زال الوقت مبكرا، نثار ثلجي يلف الحشائش في الخارج، يبدأ الصقيع عند أصابع القدمين، مات الناس في ( مربعينيات الشتاء ) القديمة ببطء، لا بد أن الخيام دافئة في القرن الواحد والعشرين !! ..قال في نفسه ثم قلب متصفح الانترنت.
يبدو الموت شيئا عاديا ومقبولا..قُتل محمد في باب العامود..خليل على مدخل جنين في الفجر ..قاسم اثناء اعتقاله..سالم وعائلته قبالة السواحل اليونانية، آخرون اعدموا في الصباح بصمت في مكان ما.
يا لك من سوداوي كئيب، قال صديقي الأديب: الشيخة صباح ضيفة اللقاء الثقافي غدا، سيحتشد عشرات المثقفين الدكاترة لمناقشة قصة ( الزامور ) فرصة لا تضاهى..بدل ثيابك وكن انيقا، قال ناجي العلي الثوار الكتبة سمينون، لم يعد يكترث احد بهم الآن، الشيخة ستحييهم، ستقول: دامت أقلامكم اللامعة.
ينصب سائل حمضي في معدته، الثياب مثلجة في صباح صقيعي، يبدو الموت سهلا وعاديا في التغريبة العربية، يبدأ من الداخل ببطء، تجف عصارة الحشائش، تصبح الاوراق مصفرة، تملأ الصفحات رقصات عارية متسولة.. شعراء ..فقهاء..نساك متقولون، امراة ترشد النساء لأفضل طرق الدعارة، جماجم لجنود من الحرب العظمى أسنانها مكتملة، ونبي جديد لا يحب المصريين.
يلف الصقيع السيارات في الطريق.. أطفال عصبيون لا يعرفون الكتابة يتجهون إلى مدارس مثلجة، ينقلب قارب خرج من غزة في الظلام.
زحام الشوارع في السابعة، يذوب ( الحليت) عندما ترتفع الشمس، لم يعد يتكسر تحت قدميه، يبدو خشنا بلا صوت..يمد يده الى جيبه، تلامس الهاتف المثلج..
ترن ..ترن ..ترن
wake up
wake up
wake up
التعليقات مغلقة.