صليل … بقلم محمود حمدون
” صليل “ لمحمود حمدون
ما ينبغي أن تعرفوه عن ” الخواجة ” وما دفعني للحديث عنه ليس صمته الشديد , أو عزوفه عن خوض المعارك الكلامية , ترفّعه عن منازلة السفهاء أو تغاضيه عن لقب التصق به حتى توارى إسمه دون عودة فنسيناه ..
لكن تلك المسحة من الذكاء التي تطل من عينيه , شغفه بكل جديد , انبهاره حد السذاجة بكل حكاية تُسرد على مسامعه , إيمانه بكل قضية توكل إليه , فينطلق مدافعًا مستميتًا عن صاحبها ما وسعته طاقته , فكنت أسمع صليل سيفه بجوف الليل وأشعر بوخز سهامه طوال اليوم , يقاتل وحده فلم أعهد عنه انخراطه ضمن واحد من الجيوش التي تحيط بنا , كما لم يأتمر أبدًا بتعليمات رسمية وردت إليه ..
أقام ” الخواجة ” ” عشة ” من صفيح وبعض جذوع الأشجار بمنتصف جزيرة صغيرة تتوسط ميدان ” الشيخ سالم ” هناك نصّب نفسه أميرًا للمكان , ثم أقام إشارة مرور تعترض طريق الفراغ , لا يسمح للمشاة بالعبور خلالها إلاّ بعد أداء تحيّة عسكرية تليق به ..
التعليقات مغلقة.