“صمت القوافي “…شعر أ.د مقبل أحمد العمري- اليمن
خليليّ ما بي لا كلامٌ ولا نبسُ ؟ .. وما عاد للإلهام وقعٌ ولاهجسُ!!
كأني كرهتُ الشعرَ حتى هجرتُهُ .. وعزّ عليّ النظمُ أو ملّهُ الطرسُ
زهدتُ عن الأوراقِ ضيقاً وأنها.. أبتني هي الأخرى فمالي بها نفسُ
وصُمتُ عن الأشواقِ والمدحِ والهجا.. فما شدني حزنٌ إليها ولا أُنسُ
وما عادت الأقمارُ حتى تثيرني.. وأيان تغريني على حسنها الشمسُ
وما عاد لي ليلي لأبكي فراقها.. و قد هرمت ليلى وما جاءها قيسُ
وماعاد يبكيني العراقُ كما مضى… وحكامهُ من دوننا الروم والفرسُ
فإن ضاعت الأوطانُ لم أبك فقدها.. كما كنتُ أبكيها وإن تكنِ القدسُ
وتسألني صنعا أمازلت واجما؟.. كأنك صخرٌ لا حراكٌ ولا حسُّ!!
نعم يا أحب الفاتنات تبلّدت.. أحاسيسُ أقلامي وأزرى بها اليأسُ
عجزتُ عن التعبير ، ضيعتُ أحرفي.. وكبَّل أوزاني على رغمها حبسُ
يمر عليَّ العامُ دون قصيدةٍ.. فما عاد يذكي القلب موتٌ ولاعرسُ
كأني رأيت الخطبَ أقوى وقل ما .. يهونه صوتٌ
ضعيفٌ ولا همسُ
وأن الذي حولي من الحسن زائف.. وحولي ذئابٌ بئس أفعالهم طلسُ
ففيمَ غنائي والغناءُ محرمٌ؟.. وإن شئت أبكي لامني الجنُّ والإنسُ!!
يقولون هل تبكي إذن تفرح العدا.. فمت صامتا
واصبر كما تصبر العيسُ
وأحسب أني قد غدوتُ وضمني .. برغم حياتي يا أهيل الهوى رمسُ
وما همني قبرٌ فسيحٌ وضيقُ .. وموت الفتى حيا هو الضيقُ والبؤسُ
وللميت صمتٌ مثل صمتي وإنما .. هو الموت لاضيرٌ عليه ولا بأسُ
فلهفي على حيٍّ وميتٍ بأمةٍ… مسامعها صمٌ و أفواهها خرسُ
يطافُ عليها بالكؤوس من الردى.. ولي كلما مروا بأنخابها كأسُ
وصمت القوافي في لساني مصيبةٌ .. أمر وأنكى بل هي النقص والبخسُ
شاعر من اليمن
الحديدة في
سبتمبر ٢٠٢٠م
التعليقات مغلقة.