صمت قوة … وصبر حذر بقلم المهندس أسامة أنيس
المشهد على الجانب الليبى ساخن لا يهدأ بل ويزداد سخونة كل لحظة
١ – هناك نوعا من التصعيد على الجانب الليبى بعد اتفاق الخيانه بين تركيا والسراج يعطى الحق بتواجد العسكريين الانراك بصفة دبلوماسية دون ملاحقة وهو ما يعنى ان زمام الامر بالكامل انتقل لتركيا وان ميليشيات السراج ستتلقى تعليماتها من تركيا مباشرة ( ما يشير الى اتفاق لاستقدام قوات تركية ) خاصة بعد زيارة من وزير الدفاع التركى ومعه رئيس اركان الجيش التركى لليبيا – وبشكل معلن لا يخفى مغزاها – وبالتزامن مع زيارة اردوغان لقطر – وايضا لا يخفى مغزاها
٢ – التصريحات النارية لبعض قيادات المليشيات والتى تستهدف القيادات والجيش المصرى
٣ – تصريح حفتر بان الدعم العسكرى التركى لمليشيات السراج كبير وان قوات الجيش الليبي لن تتمكن من صدها (بما يشير لدعم عسكرى كبير ومتطور)
٤ – محاولات لا تنقطع ولا تتوقف للتقدم فى اتجاه سرت من قبل مليشيات السراج يقوم بالتصدى لها الجيش الليبى بنجاح بل وينفذ غارات جوية على القوات المعادية
٥ – تركيا تنشىء قاعدة بحرية فى مصراته واخرى فى طرابلس ( ما يعنى نقاط ارتكاز رئيسية لتركيا على البحر لاستقبال السلاح والقوات)
٦ – تركيا تعرف تماماً انها على ارض بعيدة عن قواتها وان فى مواجهتها الجيش المصرى وهو امر ليس بالسهل تمويلا وفعلا حتى لو ساندتها قطر بالمال (تركيا تواجه ازمات مالية وسياسية حادة)
هذه النقاط تلخص الانباء المتداولة فى الايام الاخيره وربما يكون من المهم الاشارة الى :
- الطريقة التى تمت بها زيارة رئيس الاركان لليبيا وزيارة اردوغان لقطر – وبشكل علنى – ربما تقضح عدم استعداد تركيا لمواجهة حقيقية … وغالبا ستقوم بدعم اكبر من السلاح للمليشيات وفى اقصى الاحوال تنوى بعض المشاركة (المحدودة) بحرياً (مثل عمليات نقل بحرى) وجوياً لتسهيل وتمهيد الطريق امام قوات المليشيات عند محاولة تقدمها فضلا عن المعاونة فى التخطيط للعمليات والدعم بخبرات عسكرية محدودة
- لا اتوقف كثيرا امام التصريحات المستفزة لقيادات مليشيات السراج بل يعرف الجميع انها تصريحات اعلامية حين يواجه بسؤال او يطالب بكلمة … فليس من الطبيعى ان يصرح بضعفه ويثبط همم مليشياته (المرتزقة والتى تسعى للمال من ناحية والتى تفتقر أساساً لقضية حقيقية تقاتل من اجلها) !!
- يفهم الاتراك ويفهم العالم ان بعض العمليات العسكرية مثل تدمير منظومة الدفاع الجوى وقاعدة التشويش فى الوطية اقصى غرب ليبيا قرب الحدود الليبية التونسية …. وفقد الغواصتين التركيتين والطائرتين الحاملتين للجنود والسلاح على سواحل وسط ليبيا هى عمليات تحتاج قدرات تفوق قدرات وتجهيزات الجيش الوطنى الليبي
- يبدو مثيرا للضحك ان انقرة ورغم اعلانها عن ٩ضربات جوية استهدفت منظومة الدفاع الجوى وقواعد التشويش ودمرتها تماما لم تشير لصاحب هذه الضربات … والاغرب هى ان هذه المنظومة تكشف الاهداف على بعد ٢٠٠ كم وتسقطه على بعد ١٠٠ كم ولكن تم تدميرها بطريقة تقليدية اى والطائرات فوقها دون تفسير !!
- الجيش المصرى فى حالة استعداد قصوى … وكل التحركات المضادة مرصودة بمنتهى الدقة … وتتابع ما تقوم به قوات الجيش الليبى لصد المليشيات …. ولكن الملاحظ هو الصمت المصرى التام عن اية ردود او تصريحات منذ زيارة الرئيس للمنطقة الشمالية الغربية … والذى يفهم الجميع انه صمت قوة وصبر حذر
على المستوى الشعبى وفى الشارع المصرى المواطن يعرف انه لم يسعى للحرب ولكنه لا يقبل تهديد تركى لحدود مصر الاستراتيجية … المواطن يعرف ان بلاده مستهدفة من أعدائها ويثق تمام الثقة فى جيشه وأبنائه … واللافت للنظر انه يتابع باهتمام ما يدور على الارض الليبية ولكن بنفس صمت القوة وصبر الحذر
قوات وعمليات وتدمير وغارات وصوت انفجارات ورائحة بارود والحرب لم تبدأ بعد ؟!!! ام ترى الحرب بدأت فعلا ولكن قبل ان تدق طبولها ؟!!!
ربما ينكشف الامر خلال ساعات قليلة قادمة وربما دقائق
وربما (بتضح أو ينفضح) الأمر …
التعليقات مغلقة.