صيغة فعيل بين مبالغة اسم الفاعل،والصفة المشبهة.
صيغة فعيل بين مبالغة اسم الفاعل،والصفة المشبهة.
د. وجيهة السطل
صيغة فعيل صيغة صرفية مشتركة بين مبالغة اسم الفاعل ،وبين الصفة المشبهة .
وإذا عرفنا الفرق بينهما أدركنا العلاقة اللغوية الصرفية ، في التعامل معهما عند الجمع.
مبالغة اسم الفاعل تعني أن هناك فاعلًا قام بعمل ما في حال معينة، بل أكثرَ منه وبالغ في فعله .
نحو : هو عالم بالأمر بل عليم بكل تفاصيله . لذا فهو يجمع جمع مذكر سالم .مثل اسم الفاعل فنقول : عالمون ، وعليمون .
أما الصفة المشبهة على الوزن
نفسه . فتعني الاتصاف بالصفة على وجه الثبوت ، والتصاقها بصاحبها دون فكاك ، وليس في ظرف معين .
فإذا عنى وزن فعيل الثبوت جمع جمع تكسير في صيغة من صيغه المسموعة عن العرب .بغض النظر عن المعاني التي يخرج لها وزن فعيل .
يكون فعيل بمعنى : مفاعل .نحو : جليس بمعنى مجالس .فجمعها جُلساء .ولا تجمع جليسون .
ويكون بمعنى مفعول .نحو : مريض ، وقتيل ، وجريح فتجمع على : جرحى ومرضى وقتلى . ويكون فعيل بمعنى : مُفعَل . ( فيها يُفرق كل أمر حكيم ) فتجمع على حُكماء .
وقد جاء التفريق بين الجمعين في القرآن الكريم في جمع ميِّت على وزن فعيل .
فقد جاء
جمعه في القرآن الكريم مش
رة على وزن (ميِّتون) جمع مذكر سالم .(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)الزمر:٣٠
وجاء مرة (موتى) جمع تكسير على وزن فعلى نحو جرحى وقتلى .
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى)البقرة: من الآية٢٦٠
فحين كان الموت مجازًا مرسلًا باعتبار ماسيكون،وليس حقيقة إلهية كتبت على الأحياء ، جاء الجمع على صورة جمع المذكر السالم .(ميتون) . وعندما عنى الميت الحقيقي الذي غادر الحياة ، وتحققت له صفة الموت جاء الجمع موتى بصيغة جمع التكسير.وهناك من اللغويين من يرى (ميْت) بسكون الوسط لمن مات فعلًا . {أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميْتًا فكرهتموه } وهي صفة مشبهة على وزن فعْل،مثل ضخْم، وعذْب. وعلى هذا فجمعها موتى وليس ميْتون.
وقياسًا على هذا فالطبيب صفة مشبهة اتصف بها شخص مدى الحياة بعد تخرجه من كلية الطب . فلا يصح معها جمع المذكر السالم ،وإن تحققت لها الشروط؛ لأنها صفة مشبهة على وجه الثبوت ، وليست صيغة مبالغة وتجمع جمع تكسير: أطبّاء على وزن أفعِلاء.
وجمع التكسير هو مالم يسلم مفرده عند الجمع ، بل يتكسر ويختلف ضبط الحروف وعددها بين المفرد والجمع نحو : بَخِيل بُخَلاء .
وجموع التكسير لفعيل أوزانها كثيرة وردت لمعان دون أخرى سماعًا عن العرب .
هذا والله أعلى وأعلم .
وللجميع تحياتي.
التعليقات مغلقة.