صَرْحٌ
بقلم: عاشور زكي وهبة
اسْتَيْقَظَ فِرْعَوْنُ فَزِعًا تُلَاحِقُهُ كَوَابيسُ شَتَّى. اسْتَدْعَى هامانَ يَبُثُّهُ مخاوفَهُ: تَضَخُمِ خَزَائِنِ قَارون، اتّخاذه قدوة من قبل الكثيرين من القبط و بني إسرائيل، و قدرته على حشد جيشِ جرَّارٍ ينازعُ جنودهما،و إمكانية طموحه للملك،وشطوحه للتأله.
هَدَأَ هامانُ من روعه قائلًا: يا ابنَ أمون، قارونُ حليفٌ استراتيجيٌّ لنا؛ إنَّهُ طَوْعُ أمرنا…
قاطعهُ فرعونُ مُزَمْجِرًا: رَبَيْتُ موسى في قصري؛ اتَّخَذَ إلَهًا غيري. لن انتظرَ حتَّى يُعْلِنُ قارونُ نفسهُ إلهًا على مصرَ. فَكِّرْ معي يا كبير كهنة المعبد!
صَمَتَ هامانُ مَلِيًّا ثُمَّ استأذنَ فرعون في استدعاء قارون لأمرٍ هامٍ.
سألهُ فرعون متعجبًا: فيمَ تفكّرُ يا قائد الجند ؟!
أجابهُ هامانُ مبتسمًا: بناءُ صَرْحٍ لقتلِ إلهِ موسى؛ استنزافِ خزائن قارون و شَغْلِ الرأى العام.
اتَّفَقَ الثُّلَاثِيُّ النَّكِدُ؛ تَمَّتْ إقامةُ الصَّرْحِ في زمنٍ قياسيٍّ. حُشِرَ الناسُ ضُحًى؛ صعدَ فرعونُ بسيفهِ البتَّارِ يخترقُ السماوات الغائمة بلونٍ قانٍ؛ استبشرَ الملأُ باقتراب نهاية إلهِ موسى؛ طعنَ فرعونُ كبدَ السماءِ ؛ انهمر الدَّمُّ يحاصرُ القومَ ؛ يملأُ النيلَ؛ يَدُّكُّ الصرحَ خاسِفًا بقارون و بداره الأرض .
…………………………………………
التعليقات مغلقة.