ضاع الحلم
دلال أديب
كان صباحها لايكتمل الا مع فنجان قهوة تتناوله قبل خروجها للدوام وصوت فيروز يحي في قلبها الامل بالحياة وبالحب.. ويحثها على الاستمرار..فلقد كانت ظروف حياتها قاسية وزوجها مريض..وحملتهاالحياة بأعباء كثيرة فوق ظهرها حتى انحنى من كثرة الهموم..
ذات صباح سمعتها تشدو بأغنية أحبتها
(ياحلو شو بخاف اني ضيعك)
وأخذت ترددها في هدوء..وتستشعر كلماتها.. رددتها كثيرااا في صمتها،وعلنها وأصبحت لصباحها عنوان..حفظتها وكم شعرت بالحزن عند سماعها قائلة:كم فقد العزيز صعب!!!!تدعو ربها سراً وعلانية أن لايذقها طعم الفقد..
لكنها لم تكن تعلم أن في الغيب أقدار لانعلمها ولو علمناها لسررنا بالواقع رغم مرارته…
لم تكن تعلم ان حزنها لدى سماع الاغنيه سيصبح واقعاً والوهم الذي خافت منه أصبح في ليلةوضحاهاحقيقة..
وفقدت من كان لها أماناً وسكنى..
لقد ضاع حلم حياتها وماعليها الا القبول والتسليم والاحتفاظ بالذكريات ثم بالاستمرار ترافقها مرارة فقده في هذه الحياة…استمرت على حالة الحزن فترة من الزمن ثم أفاقت من غيبوبة غيابه لتعود لواقعها،لحياتها فقد اعتادت الصبر ومجابهة ظروف الحياة بكل صلابة وقوة. عاهدت نفسها أن تكون بخير رغم ماحدث وماسيحدث لاحقاً..فلقد عرفت كيف تقف بعد كل سقوط وكبوة..
وتعلم كيف تجبر خاطرها بعد كل كسر..وقررت الوقوف من جديد دون مساعدة أحد..اعتادت ان تكون وحيدة رغم كثرة من حولها فسعادتها وقوتها بوحدتها .. حدثت نفسها انها ستنجو ولن تهزمها الحياة..واستودعت حياتها عند من لاتضيع عنده الودائع..واثقة بجبره لكسرها..
وكانت كل ليله تتوجه لربها قائلة : الهي في صدري أحمل لهفة الدعاء والتمني ولك ياربي سر التلبية والاجابه..
التعليقات مغلقة.