ضريبة الفكر…
نادي جاد
ما من مفكر عبر العصور قد دعا إلى حرية الفكر إلا ودفع الثمن غاليا , دفع سقراط حياته ثمناً ودفع سبينوزا ثمناً غالياً ودفع فولتير من حريته فاتورة الحرية!
كتب فولتير أبياتا يهاجم فيها أحد كبراء فرنسا فجلد , نعم جلد وسجن في الباستيل . دافع عن حرية العقيدة والتسامح وكانت فرنسا تسفه الديانات الأخري وتجرع أصحابها مرارة الإقصاء فإذا بالكنيسة الكاثوليكية تطارده حتى اضطر أن يشتري قطعة أرض نصفها في فرنسا ونصفها في سويسرا وذلك ترقباً للاضهاد من إحدى الحكومتين فيفر إلى فرنسا إذا كانت الحملة عليه من سويسرا, ويفر إلى سويسرا إذا كانت الحملة آتية من فرنسا.
حارب فولتير من أجل هدف سامي وهي تحرير البشر من جريمة الخيانة للروح البشرية التى تمارسها الهيئات الدينية وكان يرى وأقنع العالم كله ان حرية العقل وحرية العقيدة وحرية الضمير هي أثمن ما يملكه البشر ولازال دعاة الحرية بعد مئتى عام من دعوة فولتير يدفعون الثمن
لكن الحاكم المؤمن بحرية الفكر يمكن أن يقف كحائط صد أمام محاولات الرجعيين ودعاة الفكر المنغلق للنيل من دعاة حرية ..هكذا فعل جنرال ديجول عندما اندلعت مظاهرات الطلبة في باريس عام ١٩٦٤ حيث أشار البعض عليه أن يعتقل جون بول سارتر لأنه يشجع الطلبة بل يتظاهر معهم فما كان من ديجول إلا أن يرفض مغضبا ويقول قولته الشهيرة : فرنسا الحرة لا تعتقل فولتير
التعليقات مغلقة.