ضريبة بقلم حسين الجندي
ضريبة
بقلم حسين الجندي
هو في منتصف الأربعينات من عمره،وسيم بهي الطلة،نجم لامع في سماء الكلمة،متابعوه بالآلاف ذكورا وإناثا…
لم تنقطع رسائل الماسنجر في هاتفه عن التوقف!
لم يكن الطرف الآخر معروفا لديه، ربما رأى اسمها عَرَضًا في لائحة المتفاعلين والمعجبين بمنشوراته…
طالع الرسائل برتابة ورويدا رويدا بدأتْ تظهر عليه أمارات الاهتمام فاعتدل في جلسته واحمرَّت وجنتاه وبدأت أنفاسه تتسارع!
ما هذا؟!
أتوجد مثل تلك البجاحة؟!
قالها في نفسه وقد بدأ يلتفت يمنة ويسرة يبحث عن أحد المراقبين وبالتحديد زوجته!
أغلق الهاتف وظل مذهولا لدقائق، لم يتعود على هذا الغزل الفج وتلك العبارات العارية،نعم كثيرا ما يسمع كلمات الإطراء منهم ومنهن ولكنها لا تتعدى مجرد إبداء الإعجاب…
مرت أيام ولم تصله منها أي رسالة، العجيب أنه كان متلهفا لرسائلها المعسولة، لا يدري سر تلك الحالة التي أصابته،أهي مراهقة متأخرة أم فضول شديد أم فَتْرَةٌ في إيمانه؟!
سمع نغمة الماسنجر جرى متشوقا متلهفا فتحه بيد مرتعشة وقلب خافق مضطرب،صدق حدسه، نعم هي.. تمطره هذه المرة بسهامها النافذة…
وجد نفسه يتجاوب معها بدون تفكير، نعم ظل محافظا على كياسته ورزانته، وهي بدورها تحاول أن تُسْقِطَ وقاره وتجعله كلعبة في يدها، قاوم وقاوم، أغلق المحادثة، وظل يفكر ويفكر…
هو بشر لا حجر…
لقد قيل له كلام تَخِرُّ من سحره الجبال…
وفجأة انتفض كالعصفور بلَّله القَطْرُ ووضع يده على زر الحظر ومن يومها تأتيه طلبات صداقة زائفة بلا منشورات ويقوم بإزالتها وهو يردد داخله وأنفاسه تتسارع:
لن تستطيعي
لن تستطيعي
أنا أحب زوجتي
أنا أحترم نفسي
وبينما هو كذلك،إذ يجدها أمامه وقد أحاطت رأسه بيديها ثم قبَّلت جبينه ونزلت فجأة إلى يديه فأمسكتهما بحنان ونظرت إليه بامتنان هامسةً:
سامحني؛لقد قرأتُ وغفرتُ.
التعليقات مغلقة.