ضفاف الأحزان خاطرة بقلم سامر دويك
شاهدتُ حزني في ضفافِ
النهرِ .. والأنهار
جرَّةُ أدمعٍ
للبائسينْ
شاهدتُ حزني في
سؤال السائلين
أو في هديلِ حمامةٍ
تنعي الأصيلْ
فيسيلُ كالشّمعِ
المحرَّقِ في المساءاتِ
الهديلْ
ورأيته في زفرة النايات
في آهاتِ عودٍ قد
تقطَّعَ في
قصائده العويلْ
شاهدتُ حزني في الخريفْ
في أنَّةِ الأوراقِ
في وجعِ الحفيفْ
في وجهها الباكي
إذا سقطَ النّصيفْ
كان الخريفُ بنا
يمزِّقُ ثوبه البالي
وينثرُ حزنه
فوقَ الهضابْ
والطيرُ تدخلُ في
عباءةِ ريحه
والشَّمسُ تسرعُ
في الغيابْ
يا نهرُ خبئْ دمعكَ
الجاري قواريراً
لعشَّاقٍ عطاشْ
يا نهرُ اروِ ضفافكَ
العطشى لكي
تغدو لكلِّ مشرَّدٍ
فينا فِراشْ
ما عادَ يحتملُ المعاشْ !!
ما عادَ يحتملُ المعاشْ !!
ما عدتُ أحتملُ الهوانَ
وكلَّ هذا الذّلِّ…
كلَّ نوائبِ
الزَّمنِ المخبَّأِ في
مغاراتِ الأسى
يا أيُّها النهرِ الحزينْ
ما عدتُ أحتملُ
الأنيــــنْ
في صوتي المبحوحِ…
في نظراتِ خوفي
وانكساري
في اضطرابِ العينِ
في خلجاتِ قلبٍ
معتمٍ مذبوحْ
في إشفاقِ كلِّ الناسِ
والدنيا عليْ
في رميةِ الإحسانِ
من مستعجلٍ
فوقَ الرَّصيفْ
وأنا الذي أستجديَ
الإحسانَ في
ركني الضعيفْ
يا أيها النهر الحزين
ما عدتُ أحتملُ الأنينْ
ما عدتُ أحتملُ
الأنينْ
التعليقات مغلقة.