ضيف الرحمن بقلم الأستاذة أسـمـاء الـبـيـطـار
ها هو اليوم الأول من رمضان ، فتح أبي الراديو لسماع قرآن المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت .
الجميع في حالة نشاط ، نتسابق في التحضيرات، ها هي أختي الصغرى تعدُ طبق السلطة التي تفوق رائحته في ذلك الوقت رائحة أزهار الربيع .
يناديني أبي ” فين شفشق العرقسوس ” -حاضر . و نادي على أخوك من تحت المغرب ” هتدن ” خلاص
حااااضر .
كل هذا و أنظار أمي تتعلق بشرفة المطبخ التي تطل على الشارع
الشارع أصبح في حالة سكون و انتقل ضجيجه إلى البيوت
ها هو أتى .. أسرعي
تعطيني أمي ” صنية ” كأنها سفرة مُصغرة عليها من كل شئ سنأكله و نشربه .
و توصيني
إلقي عليه السلام
ضعيها و لا تقفي أمامه
فعلت ما أمرتني به أمي
و صعدت مُسرعة ، أضع طبق على السفرة و أختلس النظر من الشرفة على هذا الرجل ، الذي لا أراه إلا في هذا الشهر الفضيل .
رجل نحيل الجسم ، ثيابه رثه ، ذو لحية خفيفة ، يجلس قرفصاء و يحتضن كلتا قدميه بيديه .
لا يتطلع البيوت ، و لا المارة ، و لا حتى ما سيأكله .
دفعني الفضول ..
من هذا الرجل يا أمي ؟
و من أين يأتي لا أراه إلا في شهر رمضان بنفس الشكل وبنفس الهيئة منذ سنوات ؟
قالت : هو ضيف الرحمن .
ماتت أمي منذ عام و ها هو رمضان يأتي بدونها ، و انتظرت ضيف الرحمن كي أبرها ، لكنه لم يأتِ هو الأخر !!!.
التعليقات مغلقة.