طائر في بحار الصمت بقلم أحمد السيد
يَا قِطَّتِي
صَاحَ الْمَدَى بِحَنَاجِرِي
أَقْفُو الدُّرُوبَ وَ فِيكِ يَسْكُنُ خَاطِرِي
يَا مَرْحَبًا
فِيكَ الضَّيَاعُ
وَإِنْ بَدَا مِنِّي الْحَنِينُ
فَفِيكِ أَبْكِي حَاضِرِي
أَنَا ضَائِعٌ
أَجِدُ الْمَلَاهِيَ مَلْجَأً
وَمِنَ النَّقِيضِ إِلَى النَّقِيضِ مَصَائِرِي
فَحَكَيْتُ فِيكَ حِكَايَتِي
مِنْ مُعْجَمِي أَبْنِي الدَّلِيلَ عَلَى وُضُوحِ مَصَادِرِي
أُهْدِي الشَّطُورَ عِبَارَتِي
مَخْبُوءَةً فِي مَتْنِهَا الْحِيرَانِ بَعْضَ مَشَاعِرِي
لَا تَقْطَعِي غُصْنَ الطُّيُورِ
فَإِنَّنِي مِثْلُ الطُّيُورِ .. وَ نَاثِرٌ لِدَفَاتِرِي
أَوْ تَحْنَثِي هَذَا الْيَمِينُ
لَرُبَّمَا أَخْطُو الْجَحِيمَ وَ فِيهِ يَصْلَى طَائِرِي
تَمْضِي الطُّيُورُ
تَطِيرُ رَهْنَ إِشَارَتَيْ
وَ كَأَنَّنِي أَطْوِي الْفَضَا بِدَوَائِرِي
فِي لَيْلِنَا
أَمْضِي لِأَحْكِيَ غُرْبَتِي
لِشَّوَارِعِي وَ مَزَارِعِي وَمَتَاجِرِي
فَلْتَحْظَرِي
هَذَا الْكِيَانَ فَإِنَّنِي
ضَلَّتْ شِرَاعِي خَلْفَ بَحْرِ خَسَائِرِي
وَعَلَى جَنَاحِ الصَّمْتِ هَاجَتْ أَبْحُرِي
فَأَنَا الْفَنَّارُ وَ فِيكَ كُلُّ بَوَاخِرِي
وَ أَقَمْتُ فِيكِ مَسَاكِنِي وَ حَدَائِقِي
وَ سَفَائِنِي وَسَوَاحِلِي وَمَعَابِرِي
وَ بَنَيْتُ فِيكِ مَدَارِسِي وَمَسَاجِدِي
وَمَعَابِدِي وَ كَنَائِسِي وَ شَعَائِرِي
وَ لَكَمْ أَطَلَٓتْ بِالْجِنَانِ مِنَ الثَّرَى
سَفْحًا جَمِيلًا قَدْ أَحَاطَ شَوَادِرِي !
لَا تَسْتَبِيحِي وَاحَتِيِ !
_ يَا حُلْوَتِي _
وَ لِتَسْتَنِيرِي بِالْهُدَى أَوْ حَاوِرِي !
التعليقات مغلقة.