طاسة الخضة بقلم /مدحت رحال
كثيرا ما كنا نسمع ونحن صغار ،
ولا نزال نسمعه على سبيل التندر والتفكه :
اسقوه من طاسة الرجفة ،
لمن خاف من شيء ،
وأكثر ما تقال لصغار السن إذا خافوا من شيء ما ،
..
فما هي قصة : طاسة الرجفة ؟
أو طاسة الخضة كما تسمى في مصر
أو طاسة السُم كما تسمى في شمال الجزيرة العربية
أو الحو كما في الكويت والعراق ،
..
كانت هذه الطاسة تستخدم في الطب العربي الشعبي للتداوي من الخوف والهلع وخاصة للصغار من الاطفال ،
وتستخدم في بعض البلاد للعلاج من العقم ، خاصة إذا كانت المراة قد حملت وولدت ثم توقفت عن الحمل ،
..
وقد يرجع أصل هذا المعتقد إلى الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين ، فقد وجد علماء الآثار أمثلة لما يسمونها :
( الطاس السحري )
..
وتصنع هذه الطاسة من المعدن وخاصة النحاس ،
وأغلاها سعرا ما صنعت من الفضة ،
يكتب في قعرها وعلى جوانبها آيات من القرآن الكريم وخاصة آية الكرسي ، وتزين من الداخل ببعض الزخارف ،
..
تُملأ هذه الطاسة بالماء ، وتترك ليلا تحت سماء مقمرة ،
وعلى عتبة الدار تحت ضوء النجوم ،
( أيام أن كان للنجوم ضوء )
وتؤخذ فجرا قبل طلوع الشمس فيشرب منها المرعوب او من تريد التداوي للحمل ،
..
وغالبا ما كان الحجيج يأتون بهذه الطاسات من بلاد الحرمين الشريفين وهي على الصفة التي ذكرناها ،
وقد يكون في البلدة واحدة أو اكثر يستعيرها المحتاج من أصحابها الذين كانوا يحرصون عليها حرصهم على أغنى المقتنيات ، كيف لا وهي الطبيب المداويا
..
وعلى الرغم من نهي بعض الفقهاء عنها إلا أنها لا زالت إلى وقت قريب شائعة في كثير من البلاد ، وخاصة في الأرياف والمناطق البعيدة عن المدنية ،
فقد احتل هذا المعتقد مساحة كبيرة في عقول أبناء الطبقات الشعبية ،
وفي ظل تقدم العلوم الطبية والعلوم الشرعية والرُقى الشرعية وازدياد الوعي الديني ، فقد انقرضت هذه العادة او تكاد .
التعليقات مغلقة.