طبخة العصر . بقلم.عماد صالح
عمِّروا معي شواهد الآن
على الرؤوس
وتحت النعال
لوِّنوا كما تحبون
لا فرق
فلون الظلم واحد
في كلِّ اللغات
أيها الطفل البريء
نحن آسفون
وعاجزون
لن يفيدَ الحبر الأزرق
مهما عَظُمَت الكلمات
أيها المولود
في زمن الأباطرة
والسماء الماطرة
من حقِّك البكاء
وحدهُ ثديُ الأمِّ
خصبٌ كما الأرض
هذه حقيقة الأمهات
وهذه الأنا الجوفاء
تطفو على ماء الغريزة
تخرج من وكرِها
تتوقُ للدماء
تلتهم ما بقيَ من حلمٍ
وتستبيح الأمنيات
وهذه الصورة الفاضحة
على الأثير
للقويِّ الخطير
تمزِّق المشاعر
وتسحق الأمل
بهندامه الأنيق
ولفظه الدقيق
يخاطب الأمم
يطرح الأسئلة
ويقدِّم الحلول
قاموس علمٍ
جاهلٌ بالبديهيات
وأنا المشاهد
والمنتظر
والمعتصر
والمحموم
والناخب الحزين
والغاضب في كل حين
المتجوِّل
والمتسوِّل
والمتحوِّل
والملتهم للتاريخ
والفيلسوف
وصاحب النظريات
وهذه الأرض المغتصبة
تناشد السماء
أحجارها ثكالى
وترابها أسير
غار ماؤها
وسافرت ريحها
في ليلٍ طويل
تدور فوقها معاركٌ طاحنة
وعقولٌ ماجنة
بكلام حقٍّ
وأفعالٍ باطلة
هذه طبخة العصر
للسادة والملوك
المقادير
نحن
وأولادنا الصغار
والنساء والشيوخ
والثقافة
والقناعة
وأخلاقنا الحميدة
والذكريات
والرسائل
وزكاتنا
وصلاتنا
رأيتُها بأمِّ العين
على بابٍ مصفَّح
قالوا أنهُ :
غرفة العمليات .
عماد صالح
التعليقات مغلقة.