موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

طبول الحرب و القرار المصري تجاه سد النهضة بقلم محمد كمال سالم

204

طبول الحرب و القرار المصري بقلم محمد كمال سالم


حب الأوطان لا يرتبط بمن يحكمها، الأوطان باقية، والحكام زائلون، أتحدث هنا عن وطني.

إن لمصر خمسة جيوش:


الجيش الثاني والثالث علي حدودنا الشرقية. جيش بالمنطقة الغربية في السلوم وعلي حدودنا الغربية.
_ قاعدة محمد نجيب، وقاعدة ٣ يوليو والأسطول البحري في الشمال.
المنطقة المركزية في الداخل والمعروفة ( بالانتشار السريع) المنطقة الجنوبية وحدودنا مع السودان.
ولكل جيش قيادته المستقرة وأوامره ودرجات الإستعداد.
هذا بالإضافة إلي المجموعات والفرق الخاصة ذات الكفاءات القتالية غير المحدودة، بعضها معروف وبعضها سري.
أضف إلي ذلك المخابرات العسكرية التي لها أدوار ستتجلى في الزمن القريب، والمخابرات العامة أيضا.

تلك استهلالة لابد منها لما سأورده في مقالي لمن يتفق معه أو يختلف؛ إذ لاغضاضة لدي في الاختلاف إلا من كاره لوطننا متمنيا له الضرر.

القوات المسلحة المصرية و الحنكة السياسية:

دفع كثير من الناس إلي ضرورة قيام القوات المسلحة بضربة تدمر سد النهضة الأثيوبي، إما عن غيرة أو حماسة، وهذا لاشئ فيه، والبعض الآخر كان يدفع لتوريط البلاد قبل الأوان، واستخدم لذلك نبرة التهوين والتخوين وكل وسائل الاستفزاز، حتى من الجانب الأثيوبي نفسه من تصريحات لآبي أحمد ووزرائه.
والحقيقة أن هذا لم يكن خافيا على كل ذي عقل وفطرة سليمة.
فكما أشرت لواقع جيوشنا المصرية فإني أؤكد لا أتكهن أو محض تمني، أن قواتنا المسلحة قادرة على دك هذا السد في ساعات معدودة، ولكن متى؟ وكيف؟ هذا قرارها وحدها الذي يتم الإعداد له بكل صبر وحنكة، فجيشنا ليس أرعن ينساق خلف متحمس أو مغرض.

مصر و مجلس الأمن :

لم تذهب مصر لمجلس الأمن من ضعف أو طالبة حماية أو وصاية من أحد، لكن لنُشهد العالم أنّا طرقنا كل أبواب السلام والتفاهم بديلا عن الحرب والخراب ؛ فللحرب تبعاتها المدمرة للمنتصر والخاسر على حد سواء.

سد النهضة


سد النهضة مشروع قديم تسانده كيانات عديدة بتوجهات مختلفة، ظاهرها اقتصادي وباطنها سياسي متآمر، لا ذنب لقيادة مصرية في بنائه، فلولا الفراغ السياسي في مصر إبان ثورة يناير وما تبعها من ترهل في الدولة المصرية، ولولا موافقة ومباركة من (بشير السودان) مابني هذا السد ولا قامت له قائمة، حتى الرئيس حسني مبارك كان لهم بالمرصاد وأفشلهم المرة تلو الأخرى، وهذا ما استغلته الإدارة الأثيوبية في شحن شعبها بالكراهية ضد مصر وأنها دولة عدو لا تريد التنمية والازدهار للدولة الأثيوبية.
واتفاق المبادئ الذي وقعته الإدارة المصرية في ٢٠١٥ لم يمنح السد الشرعية كما يدعي المغرضون، العكس هو الصحيح، فالبند الخامس يلزم الجانب الأثيوبي أنه لا ملء من جانب واحد وإن إدارة أعمال السد يجب أن تكون بواسطة لجنة مكونة من الدول الثلاث:أثيوبيا بلد المنبع، ومصر والسودان دولتي المصب، هذا ماتنصلت أثيوبيا من التوقيع عليه في مباحثات واشنطن برعاية وزير الخزانة الأمريكي في ولاية الرئيس ترامب، والدليل الدامغ على ما أقول كلام الناشط المعارض المهندس ( ممدوح حمزة) وتراجعه عن مهاجمة النظام في مصر واتهامها بالتقاعس، ثم عاد واعتذر وأكد بعد ادعاء أثيوبيا بالملئ الثاني وأقر بفشل الملئ وأن الإدارة المصرية مازال أمامها وقت طويل لمعالجة الأمر.

قرار الإدارة المصرية ليس من فراغ

فماذا كان عساها أن تفعل الإدارة المصرية وقد أصبح سد النهضة واقعا ملموسا ؛ وأن أي موقف عدائي تجاهه ولم يحصل منه ضرر بعدسيكون إدانة دولية واضحة من المجتمع الدولي.
أما من يزعم أن مصر تخاف من تبعات ضرب السد؛ فهذا كلام باطل محض افتراء.
إن من خدم في الجيش المصري مثلي يعرف عقيدة الجيش والجندي المصري، من شارك في تدريبات ومناورات مع جيوش العالم المختلفة، يعرف الفارق الكبير بين أي جندي في العالم ونظيره المصري، هذا ليس كلاما عاطفيا أحبتي والله، هذا شاهدته بعيني رأسي، ما من أحد في صلابة الجندي المصري ولا تحديه وابتكاره في أرض المعركة، فقد أسعدني حظي أني خدمت هناك وكنت قريبا من قادة وأركان العمليات في التشكيلات العسكرية المختلفة، وأنا لا أدافع هنا عن قيادة أو رئيس، إنما عن مؤسسة وطنية عقيدتها الله ثم الوطن.
إسمحوا لي أن أقدم لحضراتكم تجربة شخصية:
أذكر أن يوما وقف فينا رئيس أركان الجيش الثاني بالإسماعيلية خطيبا:
اعلموا أن البلاد مغمورة في الفساد، وأن مؤسستنا العسكرية لم تسلم من هذا الداء، ولكن اعلموا أن القوات المسلحة هي المؤسسة الوحيدة التي تعمل بجد في هذا الوطن، وأننا وقت النوازل لا نكون إلا شهداء نذود عن هذا الوطن بالدم والروح.

أقسم بالله أن هذا ما سمعته ورأيته وعايشته في مدة خدمتي بالجيش المصري، وكنا وقتها في سلام، وفي أوج عهد مبارك البائد.
ليس الجيش سيداتي وسادتي ما ترونه على شاشات التلفاز أو في المناطق الإدارية والمركزية داخل البلاد، فمن أراد أن يعرف ماهية الجيش المصري، فلينظر إلى هؤلاء القادة والجنود المرابطين في الصحراء على الحدود وفي الجبال يتناوبون الحراسة الشاقة والتدريب في احلك الظروف وفي كل الأحوال المناخية القاسية.
أخيرا:
خلق الله الناس وسنة الكون علي الاختلاف، لاضير أن نختلف، لكن في المحن الكبار، لابد أن نتوحد تحت راية الوطن فقط، لن يقع الضرر على فصيل أو جماعة بعينها، كلنا سنجوع ونعطش لا قدر الله، أما من يتمنون المصائب للبلاد لغرض سياسي أو انتقامي فهؤلاء ليسوا منا ولا نحن منهم، وهم قد نسوا أن الله يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء.
ثقوا في حفظ الله لهذا البلد، مهد الحضارات ومسرى الأنبياء.
ثقوا أن هذا السد يوم أن يصبح ضارا بمصر وأهلها هذا العام أو الذي يليه أو الذي يليه ستكون ساعة تدميره، ليس تدميره فقط ؛ لكن ستكون ساعة حساب وتربية مع النظام الأثيوبي المتعنت المدعوم من أعداء مصر.
حفظ الله مصر وشعبها ونيلها، ووفق ولاة أمورها لما فيه خير البلاد والعباد.

التعليقات مغلقة.