طرحة سوداء…بقلم هيام علي
لم أتخيل يوماً أن الجبل من الممكن أن ينهار ، وأن القوة ستصير ضعفا ، أراها ترقد وجهاز التنفس مازال يعمل ، برغم مرضها مازلت أخشاها ، أشعر بأنها ستفيق وتصدر كم غضبها علي لأتفه الأسباب ، جلست بجوارها وشريط الذكريات يستحضرني ، تنادي علي بأعلى صوتها هدير ، أقفز من مكاني أجري عليها ملبية النداء نعم ياأمي ، قبل ذهابك إلي المدرسة لاتنسي ترتيب الغرفة ، أعلم مسبقاً ماتقول ، وتعلم أني لن أذهب دون أن أفعل ، أسأل نفسي من أين أتت بكل هذه القسوة ؟ ولماذا أصبح نمط حياتها ؟ أخشاها؟ نعم ليس أنا فقط بل جيرانها كل من حولنا يتحاشاها ، تصنع كل يوم شيء من اللاشيء لترضي هذا الاسد الجائع في أحشائها فهو لايكف عن طلب الطعام ، وهي لاتكف عن إرضائه ، وأنا ضائعه بينهما ، أمل واحد جعلني أتشبث بالحياة ، أحمد حبيب القلب أحن من عرفت ، جاري الذي يكبرني بعام واحد ، أراه من خلف النافذه لبضع لحظات هم عمري الحقيقي ، ينادي علي بصوت منخفض ، أفتح نافذتي خلسه فتنفتح لي الحياة ، هدير يامنية القلب ، أحمد ياحبيب العمر ، ثم أسرع بغلق النافذة فيعاودني الحنين إليه ، جهاز التنفس مازال يعمل بانتظام ، أنفاسها تزداد قوة مع الشهيق والزفير ، يعافران كي تبقى ، وأنا أعافر مع أحلامي ، أخرج من الغرفة أتنفس بعض الهواء ، أرى صورة إمرأة تقترب خمسينية العمر ترتدي فستان أسود وطرحة سوداء تظهر بياض وجهها ، ملامحها ليست غريبة علي تشبه ملامح أمي ، تقول لي بصوت يتخلله رجفه ، هدير ، نعم ، فتحت ذراعيها ودموعها تنساب كشلال نهر لايتوقف عن الهطول ، شعرت بالدفء والحنان والأمان لاول مره وهي تطوقني بذراعيها , جلسنا علي أقرب مقعد وأنا في دهشة وسؤال أريد الإجابه عليه من أنت؟ وقبل أن أتفوه بكلمه ، قالت/ إشتقت إليك حبيبتي أعلم جيدا بأن لديك سؤال تريدى أن أجيب عليه ، من أنا ؟ وكيف عرفت إسمك ؟ أومأت برأسي نعم ، أنا من حملتك فى أحشائي تسعه اشهر ولكن شاء القدر بأن يفرقنا ، بذنب لن اقترفه سافرت بسببه ، حاولت أن أقنع أبيك بالعدول عن لقمة العيش الحرام ولكنه أبى فكان مصيره خلف القضبان يقضي مدة سجنه ، دهشتي مازالت تنتظر لحظة الرضا بقبول الوضع ، نبرة صوتها وحنانها جعلني أرتمي بين أحضانها بكيت كمن لم تبكي من قبل ، شتان بينها وبين خالتي ، أسرع الدكتور إلينا قائلا ، تعالوا بسرعه ، فالأمر خطير ، ذهبنا معه فتحنا باب الغرفه ، وكانت المفاجأة التي ألجمت الجميع
هيام علي
التعليقات مغلقة.