طرف الخيط
بقلم د.روزالين فهيم
كان الجميع يبحث باهتمام بالغ عن بقية كرة الخيط التي انتشرت اجزاؤها في الغرفة مسببة فوضى شديدة. لم يكن يستطيع احد المشي على أقدامه بسهولة بل تحول معظم سكان البيت الى لاعبي البالية و الوثب الطويل الى ان صرخت الام بصوت عال “لقد وجدت طرف الخيط” .و تحولت المهمة بعدها إلى مهمة اسهل و هي تجميع كرة الخيط الصوفية الملونة.
هل تشعر بكثير من الفوضى في بعض الاحيان؟ لا تعرف ماذا تبدأ و الأصعب انك تتعثر كثيرا لتنهي شيء؟
يبدأ معظم الناس الاماني السعيدة بداية من اخر اسبوعين في كل عام ثم ينتهي الحماس مع الشهر الثاني من العام الجديد. و يعكف البعض على وضع قائمة المهام و الاهداف للعام المقبل و التي يغلب عليها تحقيق حلم قديم, تقليل الوزن, ممارسة الرياضة و تعلم شيء جديد اخر!! و ينتهي كل عام كما الذي يسبقه بنفس النتيجة و هي عدم تحقيق هذه الاهداف!!
يرجع العلماء هذا الى سببين ,الأول هو عدم الاقتناع الداخلي بجدوى الهدف و التعايش الكامل مع الوضع الحالي. فإنه لا يرغب في التغيير الا من يريده حقا. اما السبب الثاني فهو عدم معرفة البداية الصحيحة او طرف الخيط لتحقيق الهدف و تحويله من خيال إلى واقع حقيقي.
لذلك في نهاية كل عام و قبل ان تبدأ بوضع أحلام العام الجديد عليك أن تقرر ماذا تريد فعلا أن تفعل و تتتبع القراءة و السؤال لكل من يعرف في المجال و كل من له خبره فتصل لنتيجة افضل. لا تترك حياتك تنفرط لؤلؤها فلا تشعر بها إلا لاحقا .و مع فرصة بداية عام جديد تخيل في ذهنك أنك قد حققت ما تريد و اذهب في تحقيقه فانك تستطيع حقا.
التعليقات مغلقة.