موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

طعم الثروة … قصة قصيرة بقلم/د.محمد محي الدين أبوبيه

58

مازال الصمت يرفرف بأجنحته حول جنبات الغرفة، ولا جديد في حياة ذلك الرجل البائس الذي يتدثر بمعطفه الرث، بعدما تركته زوجته وفر منه أولاده

لا يطل عليه سوى صديق قديم باق على عهد المحبة معه، لم يستفد منه قديما ، ولم تدخله المستجدات في متاهة الزمن الغادر

الرجل كان ميسور الحال لا يدخر جهدا لإسعاد أسرته، وفر لهم كل شيء من الإبرة لأفخم ما يتمنونه، عاث في الأرض بحثا عما يجلب لهم الراحة والهناء

منوال السعادة تمشي عليه دنياهم حتى تلك الليلة التى تم القبض عليه فيها بتهمة ( الإتجار في الرقيق الأبيض)..التهمة مبهمة وجديدة على أسماعهم ، دوى الخبر في جنبات كل الأهل والأصدقاء وكل من يعرفهم ، وبعدما خاضت الألسن في فحوى التهمة ودلالتها القبيحة والخالية من الآداب العامة، وجدت زوجته وأبناؤه أنفسهم في موقف لايُحسدون عليه من النظرات التي تُصوب إليهم ، ولم يحفلوا إلا بذلك حتى كلمة المواساة تجاه عائلهم المتهم لم ينبثوا بها بل العكس ، فكل كلمات التأنيب والملامة انطلقت منهم نحوه ، وكيف يُقدم على هذه الجريمة ويغرقهم بالوحل، بل لم يسمعوا لدفاعه وكأنهم قد أصيبوا جميعا بالصمم

قضت المحكمة عليه بسبع سنوات سجن مشدد، لم ير أي من عائلته في المحكمة، وتلقفته أيادي الحراس دافعة إياه لغياهب سنوات قادمة ملامحها قاتمة، لم يستسلم لقدره أيام حتى زارته زوجه لتخبره بضرورة عمل توكيل لها- بتاريخ قديم- لتسيير اعماله
نظر إليها وقد فهم مبتغاها

مرت السنوات بِطاءٌ عليه وكأنهم سبعون عاما، وكما دخل بمفرده خرج بمفرده

وكما توقع تم بيع كل شيء بالتوكيل الذي وقّع عليه لزوجته ، ووجد نفسه صفريأً ، لا منزل ، لا عمل ، لا أسرة

تلقفته يدا صديق قديم قادته أرجله له ووجد نفسه يسترسل بعدما تعجب من حاله رغم ما وصل إليه من ثروة
( أردت أن أطير بهم إلى مصاف علية القوم، دون أن أشعرهم بمدى ما اقوم به من أجل ذلك، أغدقت عليهم الأموال بلا حساب؛ زوجتي تلبس افخم ملابس وأثمن المجوهرات، الأبناء كل منهم درس في أكبر الجامعات ، كنت لهم بمثابة البنك المتنقل فقط، لذا عندما حدث ما حدث لم يكن صداه لديهم سوى أن يجدوا بديلا لمن يمنحهم فقط، أما الإنسان المجرد أصبح المجرم الذي جلب لهم العار ، حتى براءته لم تعنهم، بعدما اكتشفوا أن الشَرك الذي وقع فيه محكما؛ المنافسون استغلوا سذاجتي وقيامي بتأسيس ملجأ للأيتام وأوهموا المجتمع أنني أستغلهم فيما يتنافى مع الآداب العامة، أسرتي أيضا لم ترد أن تذهب أموالي لغيرهم ، وتجمعت السهام ضدي، وها أنا ذا ….فهل ستقبلني معك؟)

نظر الصديق له
( بما أنني لم أذق طَعم ثروتك لا منافس ولا قريب فأنت مُرحب بك )

التعليقات مغلقة.