موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

طغاة التاريخ (١ـ ٢)تأليف: د. محمود متوليط. دار المعارف ( سلسلة اقرأ “588”) ١٩٩٣عرض وتقديم: حاتم السيد

337

طغاة التاريخ (١ـ ٢)تأليف: د. محمود متوليط. دار المعارف ( سلسلة اقرأ “588”) ١٩٩٣عرض وتقديم: حاتم السيد

بادىء ذي بدء، يتساءل المؤلف، من هو الطاغي؟ وماتعريف الطغيان؟ لينبه العقول، ويجذب الأفهام، كي تتحلق حوله وتبحث معه عن مفهوم جامع، وتتعارض وجهات النظر وتتناقض، وتكمن في:

أولا: قد يحدث تطور ما في ظل حكم الطاغية، وهنا يصعب القول بأن الطغيان تيار عكسي مضاد لحركة التاريخ.
ثانيا: قد يكون الطاغية رغم واستخدام الكثير من أساليب الانتهازية في الحكم محبوبا من شعبه، على الأقل الفئات
التي استفادت خلال تواجده في السلطة، وهنا يصعب القول بأن الطاغية مكروه من شعبه، ملعون من الإنسانية.
ثالثًا: قد يكون الطاغية وحكمه ضرورة تاريخية، تفرضها ظروف المجتمع، وبالذات في دول العالم الثالث.
رابعًا: قد يأتي الطاغية بعد فترة من العبث والفوضى، والاستهتار بحقوق الشعب من جانب مؤسسات صورية للحكم.
ويظل السؤال الحائر، ماهي أبعاد تحديد فكرة ومفهوم الطغيان؟
ويجيب المؤلف عن هذا السؤال قائلا: إن الشعوب قد تختلف في تحديد من هو الحاكم الطاغية، وقد يكون الطغيان معنى الحكم الفردي، وقد يكون التمسك بالسلطة مهما كانت الضحايا، وقد يكون الحكم بدون مؤسسات، وبدون برلمان، أو بلا دستور، ولكن من المؤكد أن الطاغية هو الذي يكمم الأفواه، ويصادر الحريات، وتستغل السلطة لصالحه.

الطاغية.. وحركة التاريخ:

ويقرر أن الطاغية في حركة التاريخ عمل سلبي، يجر الشعوب إلى الوراء، ويقف ضد التقدم الإنساني، وينشر الأوبئة الفكرية والانحرافات، ويخلق التزييف، ويبعث على النفاق، ثم يضع إطارا يمكن من خلاله تعريف الطاغية تتحدد جوانبه الأربعة في:
1- الحكم على ممارساته وسياسته بأنها لم تؤد إلى تطور المجتمع تطورا حقيقيا، وإلى إعلاء شأن الإنسان، وتحليه بمجموعة من القيم الأخلاقية.
2- مدى ارتفاع مستوى المعيشة خلال فترة تواجده في السلطة.
3- مدى تمتع الصحافة بحريتها، وممارسة المؤسسات الديمقراطية دورها بأمانة، ولصالح الشعب الذي تمثله.
4- التغير الذي حدث في عهده بالنسبة لقيمة الإنسان الاجتماعية.
ويرى أن كلمة الطاغية مرادفة لكلمة الديكتاتور، وأن كل طاغية يستند إلى فلسفة وعقيدة تسانده، وفي ضوئها يرسم خطواته، ويحدد استراتيجيته.

غاية الطاغية:

ويضع المؤلف حدودا لطرحه في ثلاثة نقاط أساسية:
الأول: ما هي الغاية التي كان يسعى إليها الطاغية؟
الثاني: ماهو الدافع الذي تصدر عنه هذه الغاية؟
الثالث: ماهي العوامل التي تتحقق بها هذه الغاية؟
وضوابط هذا الطرح تكمن في:

الأحكام الصادرة لا تخضع للأحاسيس والعواطف، وإنما وفق الوثائق والمستندات المؤيدة لها.
ـ ليس الغرض من طرح تلك السير الذاتية لشخص بعينه، سوى الاستفادة من أخطاء الماضي؛ لأن الحاضر بكل ما يحتويه ما هو إلا موجات متدافعة من بحر الماضي، وليس المستقبل بكل ماسوف يحتويه سوى موجات متداخلة من بحر الحاضر.
.
جرس إنذار: وينبه المؤلف إلى أن دراسة طغاة التاريخ ليست إساءة لشعوب رضخت ـ رغم أنفها مكممة أفواهها لنزعات الطاغية ـ ولكنها عبرة تتعظ منها الأجيال، وصرخة تتعالى من كافة أنحاء المعمورة، أن انتبهوا، قبل أن يغمرنا الطوفان.
.
نيــــــــــرون ( طاغية الرومان)
يجعل المؤلف نيرون على رأس قائمة الطغاة، لكونه نموذجا لا يتكرر كثيرا في التاريخ، لما تحمله تلك الشخصية من قسوة وجحود، وأيام حكمه ذكريات لا تمحى، إلى درجة يمكن القول معها إن التاريخ خجل مما فعله، ولأن الشيطان احتقر نفسه؛ لأنه رأى أستاذا له بين بني البشر.
ويعد نيرون من أشهر سفاحي الرومان، كان له مظهر بريء لا ينم عن حقيقة الوحش داخله، يوم أحرق روما بكى عليهــا، فقد أفزعته النيران، وصرخات الأطفال والأمهات، فلم يتصور أن أوامره لها هذه القوة التدميرية.. وقد تولى الحكم عام ٥٤م، وظل يحكم أربعة عشر عاما، وأنهى فترة حكمه في شهر يونيو عام ٦٨م حيث قتل نفسه، فكانت الخاتمة الطبيعية لأشرس طغاة التاريخ تعذيبا لشعوبهم، فقد أثار غضب النبلاء؛ لاضطهادهم، وأثار سخط الجيش بإهماله شئون الجنود، وساعد على ثورة الجماهير بتسليمه ذمة الحكم لمحظيته اليهودية ” بوبيه “.
.
التف حول نيرون مجموعة من الأفاقين يحدقون به، ويعظمون شأنه، ويغدقون عليه آيات الثناء، فيكاد يجن غبطة وفرحة، وهذا الإعجاب المطلق كان طريقه إلى الطغيان، وهذا التملق كان أحد أسباب قسوته وغروره وخيلائه.
.
كانت الخطوة الأولى لوصول نيرون إلى العرش خطيئة كبرى، وهي زواج أمه من خالها الإمبراطور كلوديوس، أما الخطوة الثانية، فهي إبعاد الوريث الشرعي ابن كلوديوس ـ وكان يدعى” برتينيكوس “ـ من العرش باتهامه بالجنون والسفه، وتجيء الخطوة الثالثة، بخطبة نيرون من أوكتافيا، ابنة الإمبراطور كلوديوس، ولم يكن عمرها يزيد عن السابعة، وكانت رقيقة، متواضعة، صافية المحيا كالسماء في روما أيام الربيع.. أما الخطوة الرابعة لتقريبه للعرش، فهي محاولة تهذيبه وصقله، فعين الفيلسوف” سنيــــــــكا ” مربيا له، الذي هاله ما انطبع عليه الفتى من غرور وخيلاء وزهو، فحاول أن يهذب نفسه، ويثقف عقله، ويروضه على البساطة والتواضع، وصدق العاطفة، ونبل الوجدان، وقوة الإرادة، ولكنه اصطدم بخيلاء نيرون، وباعتداده الجنوني، فكر راجعا وحاق به الفشل.
ونجحت الأم أن تجعل الإمبراطور كلوديوس يعلن تبني نيرون، كخطوة أولى لولاية العهد، ثم أعلن نيرون وليا للعهد.. وأحست الأم تغيرا في علاقات الإمبراطور كلوديوس بها نتيجة لتدخل بعض العناصر المعادية لها، ومن ثم لم تلبث أن وضعت له السم فمات لتوه، وأعلن نيرون إمبراطورا، بعدها بدأ الصراع بين نيرون وأمه من أجل الاستئثار بالسلطة والحكم والذي انتهى بقتلها.
.
بعدها بدأ الإمبراطور يقع في خطأ يتلوه خطيئة في حق شعبه، ودبر المؤامرات لإسكات كل صوت، فحاصر الجمهور قصره، فخشي على نفسه بعد أن انخلع فؤاده من ثورة الشعب، وأمر الجيش بطرد الثوار، فكانت مذبحة قتل فيها أكثر من عشرة آلاف قتيل، ولاذ الباقي بالفرار تتعقبه حراب الجنود.
ويهب المسيحيون للدفاع عن أنفسهم فيحرقون أحياء روما، وعندئذ يأمر الطاغية نيرون بحرق باقي أحياء المدينة بحجة تطهيرها من الفساد، وضاع بجنون نيرون أعظم تراث تاريخي، وأكثر من مائة ألف نسمة فاجأتهم النيران، ولم يستطيعوا الهرب منها.. وانتهى الأمر بمصرعه، فتنفست روما الصعداء. جنڪيز خان
(سفاح الشعوب.. ذو اللحية الحمراء!) خاقان آسيا وأوروبا وسيد السحاب، وكبير الأباطرة المغول، الرجل الذي ولد وفي قبضته قطعة متجمدة من الدم، والذي صرع أخاه عندما أخذ منه سمكة، وقتل عمه عندما شعر أنه سينافسه في حكم البلاد، رغم أن هذا العم كان له الفضل في حمايته ودرء أعدائه عنه.
ولد عام ١١٥٥م، وهو ينحدر من سلالة ممتازة من المغول هي سلالة « البورشيكون»، وكان جد جنڪيز خان يطلق عليه ” كابول خان العظيم ” ولما مات هذا الجد تولى والد جنڪيز خان زعامة القبيلة والتي كانت تعرف باسم « التمرجي» وكان الأب يدعى ” يسوجاي ” الحكيم الداهية.
وقد تميز جنڪيز خان ـ كما هي صفات كل الطغاة ـ بالذكاء والخبث والمكر والدهاء، واشتهر بين أقرانه برسم الخطط، وانفرد من دونهم بفكرة رهيبة، هي أن الحياة للقوي وحده، والموت والاحتقار للضعيف، لم يتعلم في مدرسة، لذا لم يكن يعرف القراءة أو الكتابة، ولكنه تعلم في مدرسة الحياة، وكان جنڪيز خان ذا عينين رماديتين تميل إلى الزرقة، وجبهة عريضة، وشعر أحمر مسترسلا جدائل طويلة وراء كتفه.
.
ولعل أول صدمات الحياة التي واجهت جنڪيز خان وهو صغير، موت جده مقتولا بالسم، حيث دس له السم إمبراطور الصين، ثم مقتل أبيه غدرا على يد بعض القبائل المعادية، وكانت الصدمة الثالثة هي انتزاع الزعامة من أسرته، وتخلي أتباع أبيه عنه حيث أجتمع زعماء القبيلة عقب مقتل أبيه، وانتخبوا منهم زعيما جديدا، فأحس جنڪيز خان بثقل الحياة، وبدأ يرتعد من المستقبل الغامض الذي يحيط به، وشعر بصيحات الثأر تردد في عنف داخله، وأحس بالكراهية لأولئك الذين تخلوا عنه بعد وفاة والده، وتجيء الصدمة الخامسة عندما يشعر أن أخاه غير الشقيق (بايكتار) يطمع فيه، فقام من شدة غضبه فقتله، وهنا خاصمته أمه مما أثر على نفسيته تأثيرا كبيرا، وتجيء الصدمة السادسة عندما يتمكن أعداؤه من الماركت من أسر زوجته التي قد تزوجها من قبيلة ( أولوهواود) المغولية وكانت تتمتع بجمال فائق، وإن كان قد استعادها فيما بعد، إلا أن هذه الحادثة كان لها تأثير سيء على أعدائه من قبائل الماركت، والذين لم يسلموا من سيفه عندما ضحك له القدر وابتسم له الحظ وتحالف معه، أما الصدمة السابعة التي أثرت في شخصيته، فهي حصار عدوه اللدود ( تارجوناي) زعيم قبيلة ( التايدجوت) االمغولية لأسرته في الجبال، وإجبار أفراد الأسرة على تسليمهم جنڪيز خان أسيرا نظير فك الحصار حيث قيدوه بالسلاسل، ووضعوا في رقبته نيرا ثقيلا وسجنوه، ورغم نجاحه في الهروب فيما بعد إلا أن قسوة أعدائه في معاملتهم له جعلته يفقد معاني الرحمة في معاملته للآخرين، ولعل هذه الصدمات كلها قد قتلت روح الحياة داخل نفس جنڪيز خان، وجعلته يشعر بالأنانية المفرطة، وأعطته مقاييس عدائية للتعامل مع البشر.
.
ورأى جنڪيز خان أن يتحالف مع عمه طوغرل خان، حيث كون له جيشا بلغ ثلاثة عشر ألف فارس، أخذ يدربهم على فنون الحرب، ويعلمهم أسرارها، وشاعت أسطورة بين قبائل المغول تنبيء بخروج عاهل عظيم يوحدهم ويغزو بهم العالم، ومضى لتحقيق هذا الهدف تارة بالسياسة، وتارة بالكياسة، ومرة بالوعيد والتهديد، وأخرى بالعهود والوعود.. وبذا تهيأت له الفرصة لتكوين جيش قوي، شاعت حوله الخرافات، بأنه جيش لا يقهر وصل عدده بعد غزوة الصين إلى مايقرب من ربع مليون جندي.
.
ولا نبالغ حين نطلق على جنڪيز خان أنه السفاح الأعظم في تاريخ الجنس البشري، لأنه كان يبيد المدن ويسويها بالأرض، وينهب الثروة، ويقتل الناس، ويجز الرقاب معنويا وماديا، وقد اعتمد على تشتيت عقلية خصمه بمفاجأته ومباغتته، وكان وحده يحصل على ثلث الغنائم في البلاد المفتوحة، ويترك الثلثين لقواده وجنوده حيازة كل ما يشتهوه.
وفي عام ١٢٢٧م توفي جنڪيز خان عن ٧٢عامًا. الحجاج بن يوسف الثقفي ( طاغية بني أمية) الحجاج بن يوسف الثقفي شخصية من لون جديد، لم يكن على عرش دولة ما، ولكنه كان أقوى من الجالس على العرش، وأطغى من المتحكم في السلطة، وأطغى من صاحب الصولجان، سيف بني أمية على أعدائهم.. من أبرز رجالات ثقيف الذين لعبوا دورا بارزا في التاريخ الإسلامي بوجه عام، وتاريخ بني أمية بوجه خاص، ولد عام ٦٦١م، وتوفي ٧١٤م، وتجمع المصادر على أن الحجاج لم يكن جميل الشكل، بل كان دميم الصورة، صغير الجثة، حمش الساقين، منقوص الجاعرتين، خفش العينين، دقيق الصوت، أكتم الحلق، ويقال إن رأسه كان كبيرا مستطيلا، كأنه غرس بين كتفيه، ولاشك أنه تأثر بشكله الخلقي؛ لأن ذلك جعله لقمة سائغة لأعدائه لهجائه، فأوجد ذلك فيه استعدادًا للقسوة والعنف، حتى قيل إنه كان لا يضحك إلا نادرًا.
.
وقد تأثرت شخصية الحجاج أيضا بالعصر الذي عاش فيه، ذلك العصر الذي شهد الكثير من عوامل الفرقة والتمزق والخلاف والانقسام والعصبية القبلية التي كانت إحدى الصفات الرئيسة لكيان العرب السياسي قبل الإسلام، لم تختف في صدر الإسلام، وإن كانت قد خفت حدتها مؤقتا، لتعود قوية مؤثرة خلال العصر الأموي.
.
وكعادة أهل ثقيف تعددت زوجات الحجاج، فكان يحتفظ بأربعة، ثم يطلق من يرى إذا ظهرت في الأفق امرأة جديدة، وكان لديه الكثير من الإماء، ومن أشهر زوجاته: هند بنت النعمان بن بشير الأنصاري أحد الصحابة المشهورين الذين نزلوا بالشام، وكانت جميلة فاتنة، ذات أدب وفصاحة، أنجب منها الحجاج ولدين هما: إبان، وعبد الملك، وقيل أن الحجاج طلقها؛ لأنه على حد بعض الروايات دخل عليها فرآها تنظر في المرآة وتقول:
فإن ولدت فحلا فلله درهــــــــا
وإن ولدت بغلا فجاء به البغل
وما هند إلا مهــرة عربيـــة
سليلة أفراس تحللها بغل
.
عاش الحجاج مواليا لبني أمية دون أن يقيم وزنا لسخط الرأي العام، وكان يعلم بكره الناس له، ولا يعبـأ بهذه الكراهية، وكانت الثقة بينه وبين أهل العراق معدومة، حتى روي عنه قوله: ” أهل العراق هم أهم الثقافة والنفاق ومساوئ الأخلاق، ثلث مارق، وثلث منافق، وثلث سارق “
وكان الحجاج في الواقع ـ كما يقول ابن خلكان ـ ” له في القتل وسفك الدماء والعقوبات غرائب لم نسمع بمثلها “.
وقيل إنه تعذب كثيرا حتى طلعت روحه إلى السماء، وأن أحدا لم يترحم عليه، وقد دفن بمدينة واسط، في شوال ٩٥هـ، وبذا انتهى طاغية من الطغاة أذل الرقاب وتحكم في العباد. لويس الرابع عشر ـ طاغية فرنسا ا ولد الطاغية في ٥ سبتمبر ١٦٢٨م في قصر سان جارمان، وأمه هي” آن دوتريش” ووالده هو لويس الـ ١٣الذي تزوج في سنة ١٦١٥م وظلت زوجته لا تنجب لمدة ٢٣سنة، حتى ولدت هذا الابن بعد أن فقدت الأمل في الإنجاب.
ولد لويس الـ ١٤ في جو كله دسائس ومؤامرات، وقد امتدت فترة حكمه الرسمية ٧٢ عاما ( ١٦٤٣ـ ١٧١٥) حكم فيها أكثر من نصف قرن بمفرده، وأطلق شعاره الخالد ” أنا الدولة والدولة أنا “
طاغيــــــــــة.. لماذا؟
الأسباب التي خلقت من لويس الـ ١٤ طاغية:
أولا: السلوك العام لملوك وحكام تلك الفترة اعتقادا منهم أن الملك هو ظل الله على الأرض، وأن سلطاته مطلقة، وأن على الشعب الطاعة.
ثانيا: تحكم النساء كوصيات في أطفالهن الملوك، واستئثارهن بالسلطة.
ثالثا: الأحداث الداخلية في فرنسا والتي أدت إلى حربين أهليتين، وهما حربا الفروند الأولى والفروند الثانية.
رابعا: الحروب الخارجية التي خاضتها فرنسا في عهد لويس، والتي جعلت الحكم شبه عسكري، يمنع من خلاله أي حوار أو جدال أو إبداء الآراء لصالح المجتمع.
خامسا: شخصية لويس الـ ١٤ نفسها والتي دفعت إلى سلوك معين، وذلك المناخ الذي تربى فيه، وتلك الأوضاع التى شاهدها بنفسه، كل ذلك دفعه إلى حلبة الطغيان ناسيا العدالة لبني الإنسان في وطنه.
.
ولا ينكر المؤرخون البداية الناجحة للويس عند إمساكه بالسلطة، إلا إنهم لا يعفونه مما أصاب فرنسا بعد ذلك من انهيار اقتصادي، وتأثر ميزانية فرنسا بسبب تلك الحروب التي خاضها؛ لتحقيق أطماعه التوسعية في فرنسا.
وظل لويس الـ١٤ يحكم حتى بلغ سن الـ ٧٧ وهي أطول مدة حكمها ملك في تاريخ فرنسا، وقد توفي أول سبتمبر سنة ١٧١٥م وكان ميالا للبذخ وحياة العظمة، ممتلئا بالغرور، ويرفض الاستماع إلى أي نصح أو إرشاد، يظن نفسه العبقري الوحيد على وجه الأرض.

سعي كل طغاة التاريخ ـ على حد سواء ـ إلى بقائهم الدائم في الحكم، واحتفاظهم بالسلطة مدى الحياة، ومحاربة كل طامع أو طامح في السلطة، لاعتقادهم أنهم من طينة غير طينة البشر، وأن عليهم رسالة يجب أن يؤدوها، وأنهم ملهمون من الله، وأن مهامهم لم تنته بعد، وأن عليهم إنجازات لابد من إتمامها دون إدراك أن هذه الإنجازات فقدت محتواها.

التعليقات مغلقة.