طلقة رحمة … قصة قصيرة بقلم/ د. نجوى محمد سلام
سنوات عمري المتناثرة أمامي تفتح فوهة بركان أناملي الثائر ، لأبث لكم مشاعر وأحاسيس أنثي حالمة فاجأتها الأقدار بطعناتها المتواترة ، أقدار سحقت أحلامي بعواصفها ، أقاوم أمطاري السوداء الهاربة من مقلتيّ ، وأنا أخط لكم قصتي مع الحياة .
أستعذب الآن شذي أبجديتي ، لا يهمني وصمة ( مطلقة ) فقد صرت بعدها أكثر وضوحاً مع نفسي ، أحتفل بميلادها رغم أنف الجميع.
دعوني أترجم لكم بحرفية شديدة لغة مشاعر مطلقة تحمل داخلها أجنة أحلام مشوهة تركها وغد في مفترق طرق الحياة ليكتب بكريات دمها علي أوراق عمرها تعاويذ رجولته العطنة وطلاسم قوامته المعوجة .
أنثي نالت صكوك حريتها مرغمة ، تتشبث بالقلم لتغوص بين الكلمات لتهتك ستر عشرات السنين من القهر الذكوري ، وتتدثر سطورها بلغة جديدة عرفت الكثير من مفرداتها وهي تحرث علي ورقة طلاقها ، في محاولة مستميتة أن تضع عمرها كله في جملة مفيدة غير ممنوعة من الصرف ، أنثي أنطلقت بنات أفكارها بعشوائية تخوض معارك موروثات الشرق القاتلة لكل مطلقة ، أنثي راوغت عنفوان الحروف ، وقاومت كعادتها البوح ببسالة ، لكن أبجديتها الآن تتنهد بحرقة لتحرث أسئلتها الحيري العصية بقلوبكم علها تجد الإجابة .
سقطت في براثن وغد لم يشغل باله أبدا ما أكابده طيلة نهاري وليلي ، رفض كل فرصة ثمينة تزهر بها أحلامي للعمل ، أدخلني حربه الشرسة بلا هدنة ، حرب أفقدتني ذاتي ووجودي حتي صرت مجرد بقرة كل وظيفتها الرضاعة بمنتهي الوضاعة ، هوة سحيقة أسقطتني فيها أظهرت بمرور الوقت تباين أحلامي وقدرته علي تنفيذها .
أنا الآن أكتب من جديد في سجلات الحياة قصتي بإرادتي الحرة وطموحي الكبير ، أكتب بعنفوان محاربة باندهاش ممزوج بكثير من التحدي والإصرار دساتير انتصارها ، بخطوات واثقة قوية وقرارات صائبة أنقش اسمي الاستثناء في سماء ، انحي كل أعراض هزائمي في مشوار ميثاقه الغليظ ، وأوقظ حواسي بانتباه ، أمضي في اهتمام بالغ ، أفكر بغبطة وبمنتهي الأمل في مستقبلي المشرق وغدي الجميل بتريث وعقل ، أشطب موروثاتهم العقيمة ، فلا ينغص صفو تفكيري عطن عاهاتهم ، وأعيد نقش ملامح رفيق الطريق ، أنصرف عن التوافه والآفافين ، صوتي الكامن بأعماقي لإعادة ترتيب فوضوية أعماقي أقوي من أصواتهم ، أضحي الآن إيماني بذاتي أعظم قيم حياتي ، أؤمن عن يقين أن هواه شرعتي ومنهاجي ، ديني الجديد الذي ينهي سنوات غربتي واغترابي ، ميثاقي الغليظ الذي يعيد مشاعري البريئة وإحساسي المرهف وأنوثتي المقهورة .
أكتب إليكم الآن بعدما وهبت مفتاحي للهروب من زنزانات أسر قهره الذكوري وحب السيطرة والاستحواذ
وبإبتسامة ساخرة عريضة أعلن للجميع أني ( مطلقة) بطلقة الرحمة أنعم بعشق ذاتي .
التعليقات مغلقة.