موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

طوفان الضلال … بقلم عصام الدين محمد أحمد

278

طوفان الضلال … بقلم عصام الدين محمد أحمد

لا تنظر لي هكذا؛ ألمح في عينيك الشك،لقد عانيت كثيرا من هذه النظرات المرتابة!

لا أدري ما المطلوب فعله حتى تصدق!

ألم ترهم يضرمون النار في أبي ومئات الآباء؟

ألم تقل لك أمك مثل هذا الكلام؟

أي نعم كانت تعاني النسيان والجنون،فتقارير الأطباء أثبتت الإغماءات الممتدة الملازمة لها منذ الصبا،ولكنها مازالت تترنم أهزوجة الحرق طوال الوقت!

لا أعرف لماذا أستطرد معك الحكي !

ليس مطلوب مني تبريرا ما ،رجاء لا تشغلني عن مهمتي المقدسة، فهذه الأرض متخمة بالأطفال والنساء،لا بد من حرقهم.

دعني أصب عليهم الجحيم؛ الرصاص،الفسفور،المنجانيق.

ألا ترى الأغبرة والأدخنة؟

ألم تلمح الدور المشتعلة وكأنها نواقيس أيام السبت المباركة؟

ألم تشهد الجثامين المتراشقة ؟

لا تسألني الرحمة، فقلبي من الفولاذ.

حسنا ،ما قولك في اصطفاف كل هؤلاء الناس خلفي؟

أجميعهم حمقى؟

بل يمكنني الجزم أن كل البشر يباركونني حتى أعمامهم وأخوالهم.

لننحّ اللغط الآن، فلأستمتع بالحبوب المهدئة.

لا أخفيك سرا أنهم سمحوا لي بالقليل منها حتى تهدأ نفسي، تخنع بعيدة عن مطارق الهوس.

يمكنك التعقيب ، فما جدوى الثرثرة؟

لن أبرح السكينة والخمود.

ألم تشعر بوخز الضمير؟

يا معتوه أنا الضمير والضمير أنا، ألم تقرأ برتوكلات الأخلاق؟

بالفعل ؛المستشفيات والمدارس والمخابز من أعمال الشيطان!

الظاهر أنه لا طائل من التناجي معك!

تتلبسك سترات العته والجنوح.

لم يطاردك الهرب من مدينة لأخرى وكأنك هالوك،وفي جنبات كل بلدة فتيات ديسكوية مشرئبات بالأنوثة، يتأبطن عمائم أعمام هؤلاء الأطفال ،فما الذي يجرجرك للحزن عليهم؟

أأصف قصفك بالبطولة؟

بالفعل أنه بطولة أسطورية!

(يا عيب الشوم)،أتصدق نفسك أيها المغوار؟

أحمل آلاف الأطنان من جهنم، ألا توصفني بالشجاعة النادرة؟

هأ..هأ..لا تفعل شيئا سوى حرق من لا يحملون سلاحا!

لتهنأ بالأخلاق!

ألم تسمع نواح الثكلى:

فتتهم الصاروخ قبل أن يأكلوا.

اسألها:

لماذا لم تجلبين لهم الطعام؟

أين الطعام؟

في السوبر ماركت.

ألم تقذفه قبلا؟

فلتتدبر أمرها.

آلاف الأطفال شظايا منثورة في شتى الأرجاء،ألم تشعر بالندم؟

أظن أنني كررت:

أنهم خناجر لوأد وجودي؛ من المؤكد أنك سمعت ترنيمهم أغاني النصر.

تهتز الطائرة بعنف،يجوس أجهزة الملاحة،لا شيء طارئ؛فالسماء فارغة تماما، صافية إلا من بعض غبار، ولكنها حبلى بالضجيج، أصوات استغاثة، أنات توجع، نبرات شكوى.

للأسف لا يعون أنني أملك هذه السماء!

الكاميرا تخترق ذهنه المرتبك:

ما لي أشم رائحة شواء! تنقصه فقط البهارات والزعتر والزيتون.

الشهية مفتوحة لهذه الأطعمة الدسمة.

لا تظن أنني أشم رائحة شواء بمفردي،ولكنني أتذوقه ،لا يضاهيه أي طعام آخر.

ألم تشبع بعد؟

هذا بمثابة مقبلات لمائدة لم تفرد بعد.

يهبط أخيرا، يخطو بتؤدة قاصدا الاستراحة،يتجرع أنخاب النبيذ المجلوبة من الحانات الأمريكية،تنقضي ساعة، يرتخي جسده تماما، تتزايد المشاهد المرتبكة في ذهنه المتقد:

مئات الدور تًدك فتذروها الرياح، تلحد آلالاف.

الصرخات تعلو، فأـسكتها بموجة أخرى.

يهرولون، يرتعبون، يتصايحون، ينبشون الحطام، ما أجمل مشهدهم السريالي!

بالطبع أسفل هذه البنايات الأنفاق ، يقبع فيها الدواعش،أمسى من الضروري متابعة القصف.

تلك الخطط عقيمة، فلا مفر من قتل كل من يقطن هذه الأرض المغتصبة، جميعهم يكرهونني،والعجيب تكاثر هذه البيوت، فما أكاد أفرغ من دار حتى تولد أخرى!

أشعر أن جسدي ثقيل، لا أقدر على حمله،وكيف لي النجاح وطوال أسبوع كامل يعرضون آلاف مشاهد الحرق والقتل بمعسكر أوسفيتز الألماني،يصنعون حفرة عملاقة ممتدة الأطراف،يلقون فيها أبائي وأجدادي،يدلقون البنزين والسولار،يشعلون النار،تتفحم الأجساد، الجند يدخنون السجائر، يتضاحكون، يتسامرون بالنكات، وكأنهم يشاهدون رواية عبثية.

لا أعلم من صور هذه المشاهد الفظيعة!

العجيب أن أمكانيات الكاميرا عالية، أعتقد أنها حديثة الصنع، لا تشغل بالك؛ فما أتفوه به هو الحقيقة المطلقة!

وما بين لحظة وأخرى ينشرون صور أطفال ونساء، يصحبها تعليق:

هؤلاء هم الضحايا الجدد.

يضيف بنبرات تمطرها الدموع:

أشعلوا فيهم النيران،قتلوهم بمنتهى الوحشية.

بوادر سكر تداعبني:

ما أكثر الكاميرات على الحدود، فأين مشاهد الحرق؟

أحيانا أقلب الأمر في عقلي، وحينما ينتشر الضباب أحتمي بظلال حوائط الدعاية الوارفة المنتشرة بإمتداد الأفق.

عموما تداخلت الروايتان، أرمدتنا في السماء منذ عقود وعقود؟

هؤلاء رضع.

كلهم سواء.

ليس أمامي إلا الثأر، وإزالة كل ما فوق الأرض، مئة ألف لا تكفي، فجريرتهم أنهم رضوا بالوجود،لماذا لا يهربون؟

لماذا يحمّلونني آلامهم؟

فوجودي مرتهن بإبادتهم!

ربما تتزيّ الأنفاق بدمائهم!

ربما أغسل يديّ بدمائهم قبل الصلاة!

على ذكر الصلاة لا تعتقد أنني مؤمن؛أشعر بالاختناق حينما يزورنا أحدهم،يتمتم بألفاظ غريبة وينوح كالمرأة المغتصبة توا،وتتبدل الحوائط مبكى ،يبثونها آهات أشبه ما تكون بالضحكات.

الآن دعني أنعم بقسط من الراحة،لأستأنف الطيران ، فاليوم لا صوت يعلو فوق صوت الأزيز.

تمت بحمد الله وتوفيقه

التعليقات مغلقة.