طيارة ورق
بقلم سمير الخولي
طيارة .. ورق
تعالت صرخات مالك وهو يشير بإصبعه الصغير الى الدراجة المزركشة بالورود والمعلقة على باب أحد محلات لعب الأطفال حاول أيمن أن يثنيه عن رغبته فى إقتناء الدراجة ولكن زاد بكاء مالك وأيمن يحاول معه ويعرض عليه بعض الألعاب الأخرى الأرخص ثمنا والتى تتناسب مع سنه ولكن أبدا لم يعبأ مالك بتوسلات أبيه ولم يجد أيمن بدا من أن يضحى بما تبقى من راتبه الذى كان مخصصا لشراء أشياء أخرى واشترى الدراجة لإبنه الوحيد وكم كانت سعادته وهو يرى ضحكات مالك تملأ أذنيه وتنشر السعادة بين أرجاء قلبه حمل الدراجة على كتفه وأمسك باليد الصغيرة التى امتدت إليه وسارا سويا يضحكان حتى وصلا إلى البيت وبدأ مالك العبث بلعبته الجديدة وأيمن ينظر إليه فرحا به وبضحكته الجميلة ،التى تجعل الدنيا أجمل وأحلى، ساعة أو أقل وقد تملك التعب من الطفل الصغير فجلس على دراجته ومالت رأسه إلى الخلف بعد أن غلبه النعاس حمله أيمن ووضعه برفق فى سريره وظل ينظر إليه وهو نائم كملاك صغير عاد أيمن بذاكرته وتذكر الطيارة الورقية التى كان يصنعها من الورق الملون ويقذف بها فى الهواء ويطير معها بأحلامه الى كل بلاد الدنيا تذكر أنه سافر بطائرته الخيالية الى اليابان وكيف وجد الأطفال هناك بعيونهم الضيقة وهم يصنعون طائرات تطير بالريموت وتخيل نفسه وهو يمتلك طائرة تطير بالريموت ولكن لم يكن فى وسع والده ان يشترى له واحدة فكان يكتفى فقط بالطائرة الورقيه وبأحلامه الصغيرة التى تحولها الى صاروخ عابر للقارات وهو يصفر مقلدا صوت الطائرة وصوت أبوه ينهره بأن يصمت. التقت عيناه بعينى طفله النائم فطبع قبلة على جبينه ودعا الله ان تكون أيامه أفضل وأجمل من أيام لم يعشها هو فى طفولته.
التعليقات مغلقة.