طير أبابيل بقلم د.أحمد دبيان
طير أبابيل بقلم د.أحمد دبيان
———-
( الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل ، الم يجعل كيدهم فى تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول )
سورة الفيل ، وتبيان معجزة ذود الرب عن بيته بلا نبوة او أنبياء .
رجل من أهل البيت ، كان يقينه ان الله سيدافع عن بيته ، بعد ان بنى ابرهة ملك الحبشة كنيس فى اليمن اسماه القليس ، فبعد ان تمكن الأحباش من هزيمة آخر ملوك الدولة الحميرية “شميفع أشوع” حوالي 527 – 570 ميلادية، وبعد سيطرتهم على صنعاء اتخذوها عاصمة لليمن،
باشر “أبرهة بن الصباح الحبشي” بناء كنيسة القليس التي أراد أن يصرف العرب إلى عبادتها بدلاً من الكعبة في مكة المكرمة، وقد استخدم أسطورة تقول أن المسيح سيعود إلى صنعاء وسيصلي في مكان ما فيها لتبرير بناء الكنيسة على نفس مستوى الكنائس المشهورة التي يُحج إليها مثل كنيسة قبر المسيح في القدس التي بنيت خلال الفترة 328 – 336 ميلادية، كنيسة الميلاد التي بنيت في بيت لحم سنة 333 ميلادية، ويعتبر بناء كنيسة القليس من المعالم البارزة في تاريخ العمارة اليمنية في صنعاء
والقليس او غرقة القليس (تعريب اللفظة الإغريقية ἐκκλησία وتعنى “كنيسة”)
حاول ابرهة الأشرم والذى سمى بالأشرم لأثر جرح سيف ترك اثره الغائر على وجهه وشفتيه ، ان يجذب العرب للحج نحو القليس وان يصرفهم عن الحج للبيت الحرام ، ولكن العرب ظلت على عاداتها ، فى الحج نحو بيت مكه .
هنا قرر ابرهة والذى كان يسعى نحو اخضاع القبائل العربية وتحطيم المركز الادبى الدينى ان يتوجه نحو البيت الذى ببكة ليهدمه مستخدما الأفيال والتى ولأول مرة سيتم ادخالها الصحراء فى استخدام مبكر لسلاح الفرسان والمدرعات .
لن أتطرق للقاء جد النبى به والعير التى ضلت ، بل ولن أتطرق لتعاطى عبارة للبيت رب يحميه ، فلا اعتقد ويقينى التاريخى لا يقبل الا يحرك العرب ساكنا فى الذود عن البيت حتى مع إيمانهم بان للبيت رب يحمى ، وخصوصا ان هذا الحدث ان تم سيقضى على النفوذ والتمايز والثروة ولان الواقع التاريخى ينبئنا سرده بان العرب بعد اقل من خمسين عاما سينهضون عن بكرة ابيهم ايضا فى معركة غير متكافئة يوم ذى قار .
فليس من السائغ وبجدلية التاريخ ان يتركوا البيت لمصيره دون دفاع .
( ايضا فى زمن بلا نبوه هدم الحجاج نفس البيت بالمنجنيق ، واقتحمه خوارج العصر فى الثمانينات فى حادث جهيمان العتيبى وكان الاقتحام لتحرير البيت بالكوماندوز الفرنسي )
يبقى التفسير للسورة الأشهر فى القرآن ، ولان المعجزة كما قلنا وبإقرار الهى لن تخالف قانون السببية ،
( كل شئ خلقناه بقدر )
فلنا ان نتأمل الآيات
هل الطير هنا طير من جهنم تاتى فرادى وجماعات كما يُبين تفسير اللفظة أبابيل التى لا مفرد لها والتى تحمل معنى عبريا بانها طير الله ،تحمل فى مناقيرها حجارة من وادى سجيل ،
فينزل الحجر على الجندى فيذوب مخه ،
هل اللوحة هنا لوحة تماثل فيلم
Birds
لمخرج الإثارة الفريد هيتشكوك وطيور تهاجم البشر وتنقر وجوههم او ترميهم بحجارة بركانية شديدة الحرارة ؟
فيموتون .
ام ان الاوقع وباء ما تكون الطيور فيه ال
Host
تنقله عن طريق روثها وإفرازاتها والأمثلة كثيرة لأوبئة تكون الطيور فيها ناقل العدوى
من
إنفلونزا الطيور لإنفلونزا الخنازير للايبولا ،
والصورة المرضية حمى نزفية وصدمة تسممية وانهيار فى كل أعضاء الجسد ثم الوفاة .
لم يكن جيش ابرهه هو الجيش الاول الذى فنى فى ظروف معجزة غامضة فقد سبقه جيش قمبيز الذى ابتلعته الصحراء اثناء غزوه مصر ، ويقال انه قد ابتلعته الرمال المتحركة فى بحر الرمال العظيم .
العصف المأكول تعنى هياكل جسديه اصابها الترمم الحى وانهارت أعضاءها وفى هذا الأوبئة التى قد تقضى على جيش باكمله موجوده ، بل وهى قوام أسلحة الحرب الحديث الجرثومية من جمرة خبيثة لجدرى تحتفظ بها الجيوش كسلاح ردع بعد ان تمكن العلم من استزراعها والتحكم بها والتحكم ايضا فى مساحات الإصابة المراد توجيهها فيه.
التعليقات مغلقة.