عادت للحياة
محمد كسبه
في الطريق تعثرت قدماها و وقعت على الأرض مغشيا عليها .
نقلها المارة في إلى أقرب مستشفى ، بمجرد وصولها غرفة الإستقبال لفظت أنفاسها الأخيرة و تم نقلها إلى المشرحة .
كتب الطبيب الشرعي أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة ارتفاع مفاجىء في الضغط و السكر في الدم ، تم تغسيلها و تكفينها تمهيدا لوضعها في الثلاجة لحين تسليم الجثة لأقاربها الذين تم الاتصال بهم من خلال هاتفها .
كانت السيدة نرجس ذات الخمسين عام تسمع و تشعر بكل من حولها وهي على منضدة الغسل غير انها لا تتحرك ، و كانت تريد ان تدافع عن نفسها فهي لا تدري من الذي تجرأ و خلع لها ملابسها و تحسس جسدها أثناء الإستحمام ، فهي تريد أن ترجع إلى الله نقية طاهرة ، فجاة شعرت بنفسها تطير لأعلى .. لأعلى في السماء فوق السحاب يوجد العديد من الأطفال الصغار يرحبون بها ، في الحقيقة هي لا تعرفهم لكنها سعيدة معهم ، بدات تفكر في ابنتيها هالة و يسرا ، طارت إليهم رأت هالة ابنتها في معمل المدرسة ، نظرت إليها بسعادة و إطمأنت عليها كأنها تودعها ، ثم طارت إلي ابنتها يسرا فرأتها في شقتها تذاكر لابنها ياسر و تلعب معه شعرت بالرضا ، ثم طارت في السماء لأعلى مع توديع الأطفال لها ، بدأت ترى شريط ذكرياتها منذ ولادتها حتى وقوعها على الأرض ، فجأة تحولت السحب إلى نفق مظلم و هي تتخبط لتعبر النفق الذي في آخره ضوء .
قبل دخول الجثة إلى ثلاجة الموتى بالمستشفى مر أحد الأطباء و طلب منهم ان يكشفوا وجهها ، تفاجأ بأن درجة حرارة جسمها عادية على الرغم من عدم وجود نبض او تنفس رغم مرور ثلاث ساعات علي وفاتها ؛ فأمرهم بنقلها فورا لغرفة العناية المركزة .
في الغرفة أجرى لها صدمات كهربية و تنفس صناعي بعد عدة محاولات فاقت من إغماءتها و عادت للحياة .
التعليقات مغلقة.