بقلم : ضي الجلادي
عازفة الكمان
أعزف لحن الاشتياق وسط غابة أورقت بالظلام ، صوت هدير الماء يترقق صارخاً يستجدي رب السماء بأن يرأف بقلب تلك الآدمية التي استوحش قلبها الأمان ، اقتُلعت بتلات أزهار هالها بأس صراخي المبتور ، باتت الأشجار عارية لا يُرى لحاؤها جراء الظلام ، تكاد الأنفاس تلج لصدري الواهن الضعيف الذي أصبح الهلاك سمة يتراشقها للنجاة ، لما أرى الغيم قد تلبد معلناً قيام ساعة الأهوال؟ ، يا إلهي ، لم ألحظك قبلاً ، يالك من ساحر يا من تتوسط الفضاء ناشراً ضياءك في كل مكان ، أستصغي إليَّ إن حادثتك يا قمر؟ بديهيٌ صمتك فأنت ركام صخري واتاه التيه فأغناه أسقاع الأرض وأسكنه قبة توشحت بتراتيل الأوهام ، ليتني أتربع فوق عرشك الساكن لأنعم بالاطمئنان دونما وحدة والتياع ، ليس لدي من يؤنسي سوى ذاك القابع بين أناملي التي قطنت أعشاشاً اكتظت بالثلوج ، ياحسرتااااااه ، ليت الدنيا تبيدنا فنرقد معاً بسلام .
أسمع فؤادك يا صغيرتي ، داعبي أوتاري التي عزفت جرح الزمان ، لست وحدك من تجرع الأسى يا بنيتي فقد مزقت أوصالي ثخنات عبرات تأججت بالعذاب ، تلفحني أنفاس قابضي بزمهرير اقتات من جسده جمراً ليذخر محرقة قبعت وسط جوفه المقيت ، أتحسبينني عاشقاً للأحزان؟ ههههههه ، ما كان الأمر بيدي ، لن أختار سلماً تشققت درجاته بصرخات لوعة واختناق ، لا تبكي الدمع وقطعي أوتاري بسيف انتقامك المرير .
لكم أغبطك يا كوكبنا المضيء ، شتان بينما آلت إليه أحوالنا يا رفيق ، كلانا رمز استوحى العشاق منه معناً للحب والوئام ، إلا أنهم تُيموا بك فلم يطالوك فاعتزلوا الصمت قابضين على عنقي بغيظهم لتنطلق آهات ترنمت ألحاناً للسامعين ، وأسألك من جديد يا صغيرتي ، أتحسبينني عاشقاً للأحزان؟
إذاً ارجميني بجام غضبك يا عازفة الكمان .
التعليقات مغلقة.