عازفٌ بقلم د/ محمد السيد محمد السيد
ولسوف أعود يوماً أعزف جيتاراً
وألعب على عودٍ ؛ وأمسك ناياً
لستُ موسيقياً
لكني على حبها عازفٌ
وفي وصفها أغني أحلى ألحان
أفكِّرُ دوماً فيها
عقلي لا يتوقف عن التفكير
أكاد أجن،أكاد أُشل،أكاد أشيط
لمَ لا تنتبِه إليَّ وتبادلني العشق
ألا تراني
ألا أعجبها
ألغيري تيمم وجه حبها العتيق
ألا هلا نبأتموها بعنائيّ ودمعي
فبكيت كالنسا ، بل أنا عاجزٌ ضعيف
كسرتني البهية ، أرهقتني العلية
كستني الدنية
أصبحت حديث الفتيات والفتيان الفتيِّة
خارت قُوى جسدي الهزيل
نمت على ضفافِ النيل
أهيم على وجهي
فهل إلى حبها سبيل
أم أن لعشقها بديل
أم أن الدواء الناجعَ لكل ذلك دليل
أم أنها النهاية
وليس لغيرها من مفرٍ وبُدٍ
وليس في مثل وجعها مثيل
ارتدت تجمعات الناس أحدِّثهم
علَّني أجدُ من دواءٍ لهجرها
أحدِّثهم مقبلاً متلهفاً
فيضربُ الأناس كفاً بكفٍ
ويشيرون بأصابعهم إليَّ هازئين ضاحكين
عشِقَ الهزيلُ غانيةً، ومسَّه الوجدُ
وأكلت بعقله، وعلى جسده شربت
فمابقيَ له عقلٌ ، ليسنده الجسد الذليل
فذهبت لأطباء القلوب وحكماء الجسد
فلم أجدهم إلا شامتين
فالكل حمقى
أنا ومن عشقتها والشامتون
فالحكم لله أولا وآخرِاً
ولا ألوم في كلِّ ذلك إلا نفسي
لكن فليذهب الكلُّ في الكلِّ منطرحا
وليبقَ أملي في الأمل بشيراً ونذيراً
ولسوف يومها أعزف في حبها
وأمسك ناياً ؛ وألعب على العود
التعليقات مغلقة.