“عاشوا”
رمضان زيدان
طفلةٌ في الريح تستفتي الخُزامى
عن عطورٍ غادرت زهْراً تماما
.
عن ظلالٍ لا كأصحابٍ لها
عن مقيمِ الحد لكن ما استقاما
.
عن بلاد تقتل الطير ولكن
ترسم الأعلام نسراً وحماما
.
تهرب الغيمات من همْساتها
والسما تسقطُ إنْ أبدتْ كلاما
.
قال شيخ كان يهوى خيمةً
بئست الخيمات في السُّكنى خِتاما
.
يا ابنة العشر استديري فَزَعاً
حلمنا والعمر قد أضحوا ركاما
.
يا ابنة الدمع استشيطي غضباً
مَنْ رمى البرميل لا يهوى الشآما
.
يا ابنتي الحسناء في ريْعانها
لا تميطي عنك في زهوٍ لثاما
.
إنها الأيام دربٌ موحشٌ
لكِ ساءتْ مستقراً ومقاما
.
كل من ينوي صلاةً خلعت
عنه شالاً وإزاراً وحزاما
.
عن عشاءٍ حين ناموا – خشيةً –
نحن قلنا إنهم صلّوا القياما
.
نهرنا أطفاله في مهدهم
والينابيع أرادتهم فطاما
.
لم تنم عينٌ وقلبٌ جائع
عن عقولٍ أفقروها كي تناما
.
نحمل المشكاة والزيت لهم
يحملون النار والموت الزؤاما
.
إنّ ما في يدنا في يدهم
فاهتفي “عاشوا” و “فلْيحيوا كراما”
التعليقات مغلقة.