عالماشي صفحة من الذكريات أنا والكنافة بقلم.. مدحت رحال
أنا احب الحلويات وخاصة الكنافة ، أحترمها جدا ،
لا أحب البقلاوة ، مع اعتذاري لها ،
كان ذلك ذات يوم من أيام الصبا والشباب ،
ذهبت وصديق عزيز إلى نابلس للترويح وشراء بعض الحاجيات ،
وإذا كنت في نابلس ،
فلا بد أن يكون في برنامجك زيارة إلى محل / حلويات العكر ، لتناول طبق من الكنافة الساخنة ،
وكانت شهرتها في ذلك الوقت تطبق الآفاق ،
كشهرة بوظة / بكداش في سوق الحميدية
وإذا استطعت أن تضم إلى ذلك صحنا من الفول الحار أو الحمص المدعوم بفحل من البصل وبعض المخللات ، والسابح بزيت الزيتون ( اللي موش مغشوش ) من مطعم / خميس المشهور بذلك ،
تكون قد جمعت بين الأطيبين
دخلت وصديقي إلى محل العكر ،
وأخذنا مجلسنا إلى طاولة منفردة ،
وطلبنا طبقين من الكنافة الناعمة ،
وهي غارقة بالسكر المذاب ( نسميه القَطر )
أحضرها الجرسون ساخنة ، والجبنة فيها تكاد تصل إلى فيك ،
أخذنا في تناولها فورا ولم نصبر حتى تبرد قليلا ،
وهي تلسع فمنا ، ( لذتها في حماوتها )
غاية المتعة أن تكون في صحبة طيبة في مثل هذا الموقف ، لها نكهة خاصة ،
ولم ندر إلا ونحن نتخاطف لقيمات الكنافة كل من طبق الآخر ،
نوع من المرح والإنبساط ،
والجرسون ينظر إلينا مبتسما ،
أنهينا طبقينا ودفعنا الحساب ،
وغادرنا المحل ونحن في غاية السرور والحبور ،
كانت لحظات من المرح والمتعة لا تنسى ،
لم يلبث صديقى أن غادر البلاد إلى امريكا
وما زالت تلك اللحظات الجميلة تراود خاطري بعدما سافر ،
سطرت ذلك الموقف في قصيدة طويلة عن ذكريات الزمن الجميل ،
قلت في هذه الذكرى الجميلة التي لا أنساها :
.
أو َ تذكر الوقت الذي قد راقنا
عند الكنافة والملاعق تنقر
.
حين اشتبكنا في صراع ظاهر
نتخاطف البعض الذي لا يُذكر
.
والنادل الجذلان يرنو ضاحكا
أهدى لنا طبقا علاه السكر
.
يوم تسامى في الزمان ذكرته
وتحول دون الذكريات الأدهر
التعليقات مغلقة.