عالم متحضر” بقلم الأستاذ / محمد كمال سالم
على المغرمين بحضارة الغربكما يطلقون عليها أن يتوقفوا عن عقد المقارنات بين تخلفنا وتقدمهم, وأن يقلعوا عن التغني بإنسانيتهم وحيوانيتنا, فعند كل معترك أو تمحيص للقيم الإنسانية تتبدى عنصريتهم المقيتة, وقبليتهم التي حرمتها كل الكتب السماوية.
يغضون الطرف عن كل ماهو عربي, وكأن دمائنا وأولادنا الذين يقتلون غيلة وغدرا قربانا لحياتهم المقدسة, وتشريد شعوبنا وموتنا في عرض البحر أو بردا أو جوعا في المخيمات هو قدرنا اللعين الذي لا يجوز لجنسهم الراقي والبشرة البيضاء والعيون الزرقاء أن تلقى نفس المصير, هم ليسوا عراقيون أو سوريون, هم السادة ونحن وقود حضارتهم, ثرواتنا ومقدراتنا هبة لهم, ينهبونها وقتما يشائون, يقتسموها بينهم جهرا, ونحن يا ويلاه نذرف الدمع ونعض أصابع الخيبة ونرجو النصرة والغوث ممن استباحوا حتى دم أطفالنا في أوطاننا, في أرضنا المقدسة.
نحتاج الكثير والكثير والطريق الصعب ليتغير هذا, وأولها أخلاقنا وديننا الذي فرطنا واليقين على الله, ونفوسنا التي خربت بحب الذات, وتخريب أوطاننا من أجل أننا لم نحصل منها على قضمة, ونسينا حتى الدعاء, وإن دعونا….ندعوا بمعصية.
التعليقات مغلقة.