عام 2020 بين الموعظة والإبتلاء بقلم محمد البيلي
عام 2020 بين الموعظة والإبتلاء
بقلم محمد البيلي
ساعات قليلة ونستقبل عام جديد
ونودع عام قد مضى
فهذا حال دنيانا
مراحل تبدأ وأخرى تنتهي
زهور تتفتح وآخرى تموت تجارب تُعطي وأخرى تأخذ
والزمن يمضي والعمر يمر
لكن 2020 بلا أدنى شك كان عاماً إستثنائياً في حياتنا
عاماً معظم أحداثه كانت تسير عكس ماتشتهي البشرية
عاماً نجد فيه العالم بأسره يتوجع ويشتكي من عدو واحد
والعدو هذه المرة لم يكن إرهابيا يحمل السلاح ولكنه أضعف مخلوقات الله
كائن لايُرى بالعين المجردة لكن عجزت أن تقف أمامه البشرية بكل ماتملك من تقدم وتكنولوجيا
لأن العدو هذه المرة قد يأتيك من أخيك أو إبنك أو أبيك أو أمك بل تعدى كل هذا فقد تكون يدك هي هذا العدو الذي يقضي على حياتك
وما إن لاح في الأفق بوادر أمل في إكتشاف لقاح حتى فوجئنا بأنباء ظهور سلالة جديدة أكثر إنتشارا في بريطانيا وأخرى في نيجيريا وثالثة في جنوب إفريقيا
وهذه حكمة يجب أن نقف عندها كثيراً
حكمة يجب أن نخرج بها من أحداث هذا العام لتؤكد لنا تفاهة دنيانا التى نتقاتل من أجلها
وكأنها رسالة للبشرية تقول أين دباباتكم ومدافعكم وصواريخكم العابرة للقارات من هذا العدو الجديد
الذي أغلق الحدود وأشاع الرعب في العالم كله
وصدق الشاعر حين قال
كنْ فيلسوفا ترى انَ الجميعَ هنا
يتقاتلونَ على عدمٍ وهمْ عدمُ
فعندما ثكثر ذنوبنا للحد الذي يمنعنا من دخول بيوت الله أو الطواف حول الكعبة المشرفة
فإننا بالفعل نتقاتل على عدم
وعندما تتحول مواقع التواصل الإجتماعي الى سرادقات عزاء
ونرى كلمات البقاء لله أكثر بكثير
من دعوات الأفراح والتهنئة
فإننا بلا شك نتقاتل على عدم
وعندما نرى بأم أعيننا أحبابنا يرحلون الواحد تلو الأخر في غرف العزل الموحشة وحيدون دون أن يتمكن إخوانهم أو أولادهم من الإقتراب منهم أو لمسهم
فنحن بلا شك نتقاتل على عدم
يقولون أن البكاء ضعف ولكنه في الحقيقة أول خطوة للإعتراف بالذنوب وغسل الهموم لذا وجب علينا أن نبكي لما وصل إليه حالنا من فتن وصراعات في هذه الدنيا التي يكفينا منها فقط مصحف شريف ومتاع خفيف
يقال أن أحد الحكماء قبل أن يموت كتب على قبره
أيهَّا المارُ من هنا ،إليك أقول:
كما أنتَ الآن كنتُ أنا !!
وكما أنا الآن ستكونُ أنت
ويقال أن الحسن البصري وقف عند قبر بعد دفن صاحبه ،،
ثم التفت على رجل كان بجانبه فقال :
أتراه لو يرجع للدنيا ماذا تراه يفعل ؟!قال الرجل : يستغفر ويصلي ويتزود من الخير ..
فقال الحسن : قد فاتته هو
فلا تفوتك أنت ،،
نرجو أن لاتفوتنا نحن أيضا لعل الله ينظر الى حالنا وماحدث لنا في 2020 ليرحمنا ويعفو عنا ويجعل 2021 أكرم على أحلامنا وأمانينا من سابقيها
فأي دموع يجب أن نذرفها
أي ساعات إستغفار يجب أن نقضيها
أي نوافل ينبغي علينا أن نخشع فيها
أي طاعات يجب أن نؤديها
حتى ترفع يا ربنا عنا هذا البلاء
اللهم إنا أدركنا نعم لم نكن نبصرها ولم نؤدي شكرها كانت في أبسط تفاصيل حياتنا وباتت محرمة علينا إرفع عنا هذا البلاء الذي عجز عنه أهل الأرض فهو جندك بأمرك نزل وبأمرك يزول وأعفو عنا واغفر لنا وارحمنا إنك ولي ذالك والقادر عليه ،،
بارك الله فيك واحسنت النشر كلمات جميله واسلوبك الراقى كعادتك دائما وان شاء الله يكون عام 2021 عام القضاء على كورونا بأمر الله وان ينتهى هذا الرعب الذى نعيشه