عبث … بقلم الشاعر/علي يحيى _البحر الكامل
الحلمُ يذهبُ أو يعودُ.. سواسية
في قمةِ الأشياءِ ترقصُ غانية
الطيرُ يغدو ثم يرجعُ ضاويا
ويكرر التحليقَ.. يخفقُ ثانية
سيزيفُ يصعدُ ثم يهوي صامدا
والصخرةُ الصماءُ تضحكُ باكية
الطودُ لا يعنيهِ جهدُ مثابرٍ
والرملُ تذروهُ الرياحُ العاتية
في ثورةِ الأمواجِ تندثرُ الرؤَى
ويذوبُ فجرٌ حين يبزغُ طاغية
مِللٌ تدورُ وساسةٌ وطوائفٌ
كلٌّ يعانقُ رايةً في زاوية
ضاع الصراطُ مع الرباطِ مع النُّهَى
والدربُ يرحلُ في عيونٍ خاوية
في ظلمة الليلِ البهيمِ مدائنٌ
ثكلى.. مُؤرَّقةٌ تجوبُ الهاوية
نهبتَ كلابُ الأرضِ كلِّ كنوزِها
وشموسِها ويباسِها والرابية
ذبحتْ معالمَها وجزَّت ضرعَها
وطوتْ عقولاً في ثراها ثاوية
من يُنبِئُ التاريخَ أنَّ غمامةً
مرت على الدنيا.. سحاباً قانية
في هولِ قبضتِها تُبادُ عوالمٌ
أثرًا تعودُ هنا وأرضًا خالية
كي يضحكَ الطاغوت ملء شرورِهِ
وتحلقُ الغربانُ فوق الفانية
مليارُهم يبغي البقاءَ ودونَهُ
يزوِي هنالك في حكايا الراوية
ويسودُ هذا الكونَ بعضُ حسالةٍ
في عرفِ ماسونٍ..رتوشٌ عارية
التعليقات مغلقة.