عبث…
بقلم محمود حمدون
أسمع دبيب خطواته , يقترب فأتصنع انشغالي بشيء حولي , وريقة أتوه بين أسطرها ,أو هاتف محمول أعبث بأزراره حتى تضيع الحروف من بين أصابعي ,هكذا صبيحة كل يوم و مساءه , أدري أن أنفاسه تلفحني من بعيد , نار تتأجج بصدره تحرق ما يقابلها ,يعلم أنني أتغافل عنه , فيزيد في شططه بعيداً .. يفعل ما يطيح ببقايا عقلي , فالجنون شعرة فاصلة بين يقين يتوارى بين الضلوع و شك يجثم على الصدر..
فلمّا التقيته , احتوانا سلام بارد , زدناه بكلمات تمتمت بها شفاهنا : أهلاً .. أخبارك؟ مفردات لغوية تصادمت بعضها ببعض فتناثرت و تشظّت دون معنى.. ثم وقع حديثه المقتضب على قلبي كسياط حين قال : التغافل يُقابل بمثله , و لا عزاء لمن اختار بوعي .
أجبته : قهوة سادة اعتدتها حداداً منذ سنوات..
التعليقات مغلقة.