عبر الأيام
شعر مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
لم يبقَ لي غيرُ الحَزَامةِ في الورى ولذاذةُ المعلومِ والمنطوقِ
لاتعذليني فالفؤادُ وإنْ هوى فلقد سأمتُ شرائعَ المعشوقِ
وسحبتُ ذيلي للثُّريَّا والعلا مُتفائلاً بمنازلِ العيُّوقِ
ما هزَّني شجنُ الحبيبِ وقد بكى ما ضاعَ منهُ ولم يفِ بحقوق
ما شاقني إلا دموعُ جفونِهِ كَشَعيبِ ماءٍ مُرسلٍ مشقوقِ
وأطالَ يشكو ما جناهُ من الهوى بعدَ النوى وأبى عليَّ عقوقي
وأبيتُ منهُِ تدلُّلاً لم أرضَهُ وسأمتُ منهُ طرائقَ التشويقِ
حِبٌّ لهُ وسَطَ الفؤادِ منازلٌ فأضلَّها وأضلَّ كلَّ طريقِ
ونظمتُ فيهِ شواردي ودفعتُها في الكونِ ذاتَ تألُّقٍ وبروقِ
ماسايرتْها الشمسُ في وقتِ الضحى والفجرُ في الإسفارِ قبلَ شروقِ
والزهرُ في نشرٍ ونبتُ خميلةٍ زمنَ الربيع لدى الرُّبى والنِّيقِ
وعلى المحبةِ قد عقدتُ مُتيَّمَاً مُستعذباً لمرارةِ التأريقِ
وعصيتُ عُذَّالي وكِلَّةُ حُبِّهِ تركت فؤادَ الصبِّ غيرَ طليقِ
واجتفتُ كلَّ محلَّةٍ في حُبِّهِ والقلبُ وجَّابٌ شديدُ خفوقِ
والآنَ قد عُفتُ الذي أمَّلتُهُ. ونفضتُ منهُ يدايَ عن تصديقِ
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
التعليقات مغلقة.