عبق الأنبياء سيدنا لوط الحلقة السابعة بقلم رياض العربى
عبق الأنبياء سيدنا لوط الحلقة السابعة بقلم رياض العربى
……………………………………..
_ قال أمير الشعراء أحمد شوقى :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
_ الناس ممكن تخاف من الشخص السيىء و تعمل له حساب لكن عمرهم ما أحبوه ولا احترموه ، مهما كان عنده علم و ثقافة و شهرة
_ الأخلاق قبل أى حاجة ، و الإنسان الكويس ، سيرته بتفضل بين الناس حتى بعد ما يموت ، و قبل ما يقولوا عليه ده كان شاطر و مجتهد هيقولوا ده كان محترم و مؤدب
_ فيه ناس اختارهم ربنا بيكونوا زى الأعلام بين الناس ، دايما عندهم كل الصفات الجميلة زى النخوة و الكرم و الشهامة ، حتى لو فيه مشكلة بيكونوا اول حد بيجمع الناس حوله و يتصدى للمشكلة
_ الشخص النظيف بيظهر حتى لو كل اللى حواليه ناس مش كويسه ، و بيحاول دايما يرشد غيره الطريق الصحيح حتى لو هيضحى بنفسه
- يلا بينا نتعرف على قصة سيدنا لوط مع قومه ، و نشوف هو عمل أيه و نهايتهم كانت إزاى
_ سيدنا لوط بن هاران بن تارخ ، عمه يبقى سيدنا إبراهيم عليه السلام ، أبوه مات و هو صغير ، فتربى فى بيت جده تارخ ” آذر ” مع عمه إبراهيم فى نفس البيت ، و كان سيدنا إبراهيم بيحب لوط من كل قلبه
_ سيدنا لوط حضر و شاف معجزة النار ، لما ألقى فيها عمه سيدنا إبراهيم ، وقتها كان مبسوط أووووى لما شاف عمه و النار بردا و سلاما عليه ، و لم يصيبه أى ضرر
_ لما سيدنا إبراهيم هاجر أخد لوط معه عشان كان بيحبه ، و لما كانوا فى طريق العودة من مصر لفلسطين ، أمره سيدنا إبراهيم بالذهاب لقرية المؤتفكة ” سدوم ” الموجودة عند البحر الميت ، كانت وقتها مركز تجارى و محطة سفر
_ كان موجود فى قرية سدوم أفجر الناس و أكفرهم و أفسدهم أخلاق ، عملوا كل الفواحش و المنكرات اللى فى الدنيا ، لدرجة إنهم ابتدعوا فاحشة محدش عملها من بنى آدم قبل كده ، و هى ترك النساء و إتيان الذكور
_ كل ده لم يعجب سيدنا لوط عليه السلام ، فبدأ يدعوهم لعبادة الله الواحد و نهاهم عن كل المحرمات و الفواحش و الأعمال القبيحة ، لكنهم استمروا فى ضلالهم و فجرهم و طغيانهم و لم يؤمن منهم ولا واحد ، حتى أنهم حاولوا يطردوا سيدنا لوط عشان هو و عائلته ناس بتطهرون و بيهتموا بنظافتهم
_ الناس الكفرة الفجرة كانوا بيقطعوا الطريق و يخونوا الصديق و يفعلوا فى مجالسهم و اجتماعتهم كل الفواحش من غير خجل أو استحياء ، لدرجة أنهم كانوا بيضحكوا على أفعالهم الزبالة ، كانوا زى الحيوانات أو يمكن الحيوانات أحسن منهم ، لا سابوا اللى بيعملوه ولا ندموا على اللى عملوه
_ سيدنا لوط زهق منهم و تعب من أفعالهم فدعا عليهم و طلب من الله أن ينصره على هؤلاء الكفرة المفسدين ، فاستجاب الله عز و جل لدعاء سيدنا لوط و أجاب طلبه و بعت له الملائكة العظام ” جبريل ، مكائيل ، إسرافيل “
_ و فى الطريق مرت الملائكة على سيدنا إبراهيم عليه السلام لتبشره بمولد إسحاق عليه السلام ، كمان أخبروه بأن الله عز و جل أمرهم بإهلاك قرية سدوم و كل من فيها ، انزعج سيدنا إبراهيم و بدأ يحاول مع الملائكة و يقنعها إنها ترجع عن القرار ده ، فقال لهم : أتهلكون قرية فيها ٣٠٠ مؤمن ، قالوا : لا ، قال : فيها ٢٠٠ مؤمن ، قالوا : لا ، قال : فيها ٤٠ مؤمن ، قالوا :لا ، قال : فيها ١٤ مؤمن ، قالوا : لا ، إلى أن قال : فيها مؤمن واحد ، قالوا : لا ، قال لهم : فيها لوط ، قالوا : نحن أعلم بمن فيها
_ سيدنا إبراهيم كان خايف على لوط عشان كده كان بيجادل مع الملائكة ، لكنهم طمنوه على لوط و إن ده أمره من الله عز و جل و هم عليهم الطاعة و التنفيذ ، و الموضوع منتهى بحق هؤلاء الكفرة الفجرة
_ خرجت الملائكة من عند سيدنا إبراهيم متوجهين لقرية سدوم ، كانت الملائكة فى صورة شباب مفيش أجمل من كده ، وصلوا عند نهر سدوم قبل غروب الشمس ، فقابلوا ابنة سيدنا لوط و هى بتجيب ماء لأهلها ، و كان سيدنا لوط عنده بنتين ، الكبيرة ريثا ، و الصغيرة زغرتا
_ الملائكة سألت بنت سيدنا لوط على بيت يستضيفهم ، فلما شوفت حسنهم و جمالهم خافت عليهم من أهل القرية ، و قالت لهم أبقوا مكانكم و اوعوا تدخلوا القرية لما أرجع لكم
_ البيت جريت على أبوها سيدنا لوط و قالت له على اللى حصل ، و قالت له أنها خايفة إن حد من القرية يستضيفهم و تحصل مشكلة ، فسيدنا لوط عليه السلام كان محتار يعمل إيه خصوصا إن أهل القرية كانوا اشترطوا عليه إنه لا يستضيف حد فى بيته
_ سيدنا لوط كان فى الوقت ده بيشتغل فى أرضه ، فأسرع و راح يشوف الشباب اللى بنته قالت عليهم ، و لما وصل هناك و شاف جمالهم ، خاف و قلق ، لكنه استحى أن يردهم خصوصا و هو معروف بالكرم ، لكنه فى الطريق كان بينبهم و يحذرهم من أفعال قومه ، و كل شوية يكرر كلامه و يقول : أهل القرية دى أخبث أهل الأرض ، لكن الملائكة كان عندهم أمر أنهم لا يهلكوا القرية إلا بعد امتحان أهل سدوم و إن سيدنا لوط يكون شاهدا عليهم
_ سيدنا لوط رجع بالضيوف على البيت ، و هو شديد البلاء لأنه عارف اللى ممكن يحصل ، دخل البيت و معاه الضيوف ، فرأتهم زوجته ” والهة” فجريت و عرفت أهل القرية بإن لوط عنده ضيوف فى غاية الجمال
_ قوم لوط ما صدقوا يسمعوا كلامها حتى أسرعوا إلى بيت سيدنا لوط ، لكن باب البيت كان مقفول ، فقعدوا ينادوا على سيدنا لوط و يقولوا أسوأ
الألفاظ
سيدنا لوط واقف ورا الباب و بيقول لهم : عيب اللى بتعملوا ،أنتوا هتفضلوا لأمتى متعودين على الفواحش ، عندكم النساء أكرم و أشرف و أنظف لكم ، بلاش الأفعال المنكرة و بلاش تخزونى أمام ضيوفى ، لكنهم بكل فجر و بجاحة قالوا له : أنت عارف إننا ملناش طلب فى النساء ، و أنت عارف غرضنا إيه
_ سيدنا لوط عليه السلام غضب من كلامهم و شهد قدام الملائكة العظام و قالهم : أنتوا مفيش فيكم رجل رشيد ، كلكم سفهاء و فجرة أقوياء و كفرة أغبياء ، و دى الشهادة اللى كانت الملائكة منتظراها قبل وقوع العذاب
_ بدأ الكفرة يدفعوا الباب بقوة و هم بيقولوا لسيدنا لوط أقبح الكلام ، و سيدنا لوط بيحاول يمنعهم من الدخول ، و لما ضاق بهم الأمر تمنى من الله إن تكون له قوة أو عشيرة تحميه من هؤلاء الكفرة الفجرة
_ لما الملائكة شافت اللى حصل ، أخبرت سيدنا لوط بحقيقتهم و طمنته ، و بالفعل خرج سيدنا جبريل لهم و ضربهم بطرف جناحه على أعينهم فطمسها حتى يقال إن مكان العين اختفى تماما و لم يبق له أثر ، فرجعوا يتحسسون على الجدارن و يتوعدون سيدنا لوط و ضيوفه و يقولوا لقد سحرنا لوط و سوف نأتى له فى الصباح
_ ثم أمرت الملائكة سيدنا لوط أن يخرج من القرية هو و بناته فى آخر الليل و لا يلتفت عند سماع صوت العذاب اللى ينزل بقومه ، و يقال إن امراته كانت معه لكنها إلتفتت و خالفت الأمر كما خالفته من قبل عندما أخبرت قومها فسقط عليها حجر فلحقت بقومها الكفرة الفجرة .
_ لما وصل سيدنا لوط قرية صوعر المجاورة مع طلوع الشمس ، جاء الأمر من الله بتنفيذ العذاب على قرية سدوم و كل ما فيها من البشر و الحيوانات ، و قيل أن سيدنا جبريل اقتلع القرية بكاملها و رفعها إلى عنان السماء حتى أن ملائكة السماء سمعت صياح الديكة و نباح الكلاب ، ثم قلبها و جعل عاليها سافلها ، ثم تساقطت عليهم الحجارة على كل حجر اسم صاحبه الذى سقط عليه
_ أنقذ الله سيدنا لوط من هؤلاء الكفرة الفجرة ، و جعل مكان القرية بحيرة منتنة لا ينتفع بمائها و لا بما حولها من الاراضى ، فصارت عبره و مثل و عظة و آيه على قدرة الله و عظمته ، و عزته فى انتقامه ممن خالف أمره و كذب رسله ، و فعل المنكرات و الفواحش
- و فى الختام لازم نعرف و نتعلم من قصة سيدنا لوط مع قومه بعض الدروس ، مثل :
_ العاقل اللبيب الفاهم الخائف من ربه لازم يمتثل لأوامر الله و يقبل ما أرشده إليه الرسل الكرام من إتيان ما خلق له الله من الزوجات و لا يفعل كما فعل قوم لوط
_ لابد من الابتعاد من أماكن المعاصى و عدم الاقتراب من اسبابها
_ اكرام الضيف و الدفاع عنه فى الحق
_ سلامة النية و الضمير الحى و محاسبة النفس بحيادية
_ حسن التعامل مع الآخرين و عدم التشدد
_ عدم التعدى على حرية الآخرين
_ التحلى بالأخلاق الكريمة
…………………….
و فى نهاية حكايتنا الليلة نقول :
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين
أرجو أن تكون حكاية الليلة عجبتكم ، فى انتظار تعليقاتكم حتى تعم الفائدة
انتظرونا حكاية جديدة
كل عام و أنتم بخير
تحياتى للجميع
التعليقات مغلقة.