موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“عتبات النص”…. بقلم د .محمد راضي الشيخ

569

عنوان النص – أى نص – هو جملة مركزة مكثفة لما يشتمل عليه النص الأدبي سواء كان شعرا أم نثرا ، فكثيرا ما نقرأ عناوين لنصوص أدبية هى غاية في الدقة والروعة والجمال في آن واحد ، يعد العنوان ” العتبة الأولى للولوج إلى عالم النص لتحليله ودراسة الخطاب النقدي ، فهو يمثل مكونا داخليا مهما وذلك لما يحمله من قيمة دلالية عند المتلقي ، فهو واجهة النص ، كما يمثل جزء من معنى النص العام ومؤشرا على معنى ما داخله ” ( جمال بوطيب : العنوان في الرواية المغربية . حداثة النص حداثة محيطه ) ، وكان عنوان النص لافتا للمتلقي منذ القدم ، لكنه لم يحظ بالدراسة والتحليل ومن ثم الاهتمام مبكرا ، ” فقد بدأت العناية بدراسة عتبات النص وتحليل عناصرها وبنياتها مع النصف الثاني من القرن العشرين ، إذ ظهرت مجموعة من المقاربات التي اهتمت بدراستها وتتبعها واتفقت جميعها على التفريق بين العنوان والنص ، وأن لكليهما خطاب يوجهه المؤلف للمتلقي فلكل منهما طبيعة ووظيفة خاصة وموقعه في فضاء النص ، والمفاهيم التي ينطوي عليها ” ( يوسف الإدريس : عتبات النص في التراث العربي والخطاب النقدي المعاصر ، ص55 ) ، وعلى إثر الكلام السابق فإن العنوان يتمتع بموقع مكاني خاص ، وهذه الخصوصية تعطيه قوة نصية ليؤدي وظائف فريدة في فضاء التفاعل الأدبي ، وبوصفه أيضا مدخلا أو عتبة يجري التعارض عليها لاكتشاف غموض النص الذي يقدمه العنوان ، وهذه الأهمية في الدراسات النقدية جعلته مفتاحا منتجا ذا دلالة ليس على المستوى الخارجي فحسب بل على مستوى البنية العميقة للنص أيضا ، فهو يسمح للمتلقي بإنتاج دلالات عدة بناء على قراءات متعددة في تفاعل ثلاثي بين عناصر العمل الأدبي: المبدع – النص – المتلقي ” . ( محمد لطفي اليوسفي : لحظة الكتابة الشعرية والإطلالة على مدار الرعب ، ص8 )
وردت مفردة العنوان في لسان العرب لابن منظور بكسر العين وضمها بمعنى : عنّ الشئ يعنّ وعنوانا : ظهر أمامك ، ومنه قول امرئ القيس : فعن لنا سرب كأنّ نعاجه عذارى دوارى في ملاء مذيل ( ابن منظور : لسان العرب ) .
العنوان اصطلاحا : ” مجموعة العلامات اللسانية من كلمات وجمل وحتى نصوص ، قد تظهر على رأس النص لتدل عليه وتعينه ، تشير إلى محتواه الكلي ، ولتجذب جمهوره المستهدف ” ( بلعابد : جيرار جنت من النص إلى المناص ، ص67 ) ، وهو : ” نظام سيميائي ذا أبعاد دلالية وأخرى رمزية تغري الباحث ، تتبع دلالته ومحاولة فك شيفرته الرامزة في النص الأدبي ، وهو اول عتبة يمكن أن يطأها الباحث السيميائي قصد استقرائها بصريا لسانيا أفقيا وعموديا ” ( بسام قطوس : سيمياء العنوان ، ص33 ) ، وهو : ” نظام دلالي سيميائي يحمل في طياته قيما أخلاقية واجتماعية وأيديولوجية ، وهى رسائل مسكوكة مضمنة بعلامات دالة ، مشبعة برؤية العالم ويغلب عليها الطابع الإيحائي ” ( فيصل الأحمر : معجم السيميائيات ، ص226 ) ، وعلى إثر الكلام السابق ، فإن العنوان مرتبط ارتباطا وثيقا بفحوى النص ، أو بالأحرى بالرسالة النصية التي يريد المبدع أن تصل لمتلقي نصه الأدبي ، وهو العتبة الأولى للمتلقي للولوج إلى عالم النص الأدبي ومفتاح لدلالا ته ، ويعد الشفرة الأولى التي يحاول المتلقي فكّ رموزها بغية التعرف على المضامين الفكرية والصور الجمالية والفنية التي يتضمنها النص ، وقدرة المبدع وموهبته تظهر أول ما تظهر في حرفية صياغة عنوان النص ، بحيث يحمل المبدع الموهوب هذه الجملة المكثفة التي هى العنوان فحوى النص بأكمله بحيث إنك تستطيع أن تستنبط فحوى النص منذ قراءة عنوانه، فكثير من النصوص الأدبية خلدها الإبداع في اختيار العنوان ، ويجب أن يكون العنوان موجزا ، فكلما كان العنوان موجزا كان أبلغ وأنفذ إلى قلب المتلقي وعقله ، فاللغة العربية لغة الإيجاز ، والبلاغة الإيجاز مع تمام المعنى ، ومن ثم يجب أن يهتم المبدع بصياغة عنوان نصه ، وعلى المتلقي أن يتعامل بجدية مع فهم العنوان ليتمكن من استكناه عوالم النصوص الأدبية الرحبة.

التعليقات مغلقة.