عثمان بن عفان … بقلم / يحيى الهلال _ شعر عمودي من الكامل
هوَ ثالثُ الخلفاءِ– مَن رَشَدوا–، وهم
خير الصِّحابِ، لِفضلهم عرفانُ
هوَ ثالثٌ الأصحابِ في مَن بُشِّروا
في جَـنّـةٍ؛ قـولُ الـنّـبـيِّ بـيـانُ
سطعَتْ شموسٌ مِن كريمِ خصالهِ
جـودٌ تبـوّأَ تـاجَـهُ الإحـسـانُ
بُردَ الكرامةِ يكتسي، ذو عِزّةٍ
ذو حكمةٍ، ويُجلّهُ الأقرانُ
نسَبٌ رفيعٌ مِن أُمَيّةَ جذرُهُ
وحفيدُ عمّةِ (أحمدٍ) بُرهانُ
رجُلٌ جليلٌ، في الشّهامةِ رائدٌ
مالٌ كثيرٌ، لِلسّخا عنوانُ
أخلاقُـهُ شبَهٌ بذاتِ حبيبِنا
خُلُقٌ عظيمٌ، رحمةٌ، وحنانُ
أكرِمْ (بذي النّورينِ)، مِن أزواجِهِ
بِنـتـا نبـيٍّ، جـدُّهُ الـعدنـانُ
ما حازَ هذا الفضلَ مِن أحَدٍ، وذا
شرَفٌ بما قد خصّهُ الرّحمنُ
وجهٌ جميلٌ زانهُ نورٌ، ولم
يسجدْ لِما أغوى بهِ الشّيطانُ
(ذو الهجرتينِ)، هوَ( الأمينُ) لقومهِ
والعلمُ تاجٌ حازهُ عثمانُ
مَن تستحي منهُ الملائكُ في العُلا
ورعٌ يُجلّلُ هامَـهُ الإيمانُ
وهوَ(السّفيرُ) إلى قريشٍ حينَها
باءتْ بصلحٍ، قبلَهُ الرِّضوانُ
تجهيزُ جيشِ (العُسرِ) بعضُ فعالِهِ
ما ضرّهُ عملٌ، ولا خُسرانُ
أو (بئرُ رومةَ) للجميعِ هديّةٌ
بالمالِ جادَ، وجودُهُ الهَتّانُ
فضلٌ علا كلَّ الفضائلِ رتبةً
لمّا ارتأى أنْ يُجمعَ الفرقانُ
جمَعَ الصّحائفَ في كتابٍ واحدٍ
حفلتْ بهِ البلدانُ، والأزمانُ
(ذاتُ الصّواري) في الملاحمِ وقعةٌ
لا زالَ يذكرُ مُرّها الرّومانُ
وهوَ( الشّهيدُ) محاصَرًا في دارهِ
بالبغيِ جاؤوا، وانبرى البُهتانُ
( سبَئيّـةٌ) بثّتْ سُمومَ أراقمٍ
ومشتْ وراءَ حُقودها العُميانُ
لم يرضَ أن تجري الدّماءُ لأجلهِ
فقضى الشّهيدُ، وخُضِّبَ القرآنُ
أسفي على قومٍ بَغَوا، واستسهلوا
طعْنَ الصّحابةِ، والجزا خُذلانُ
مسكُ الصّلاةِ على النّبيِّ خِتامُها
هيَ قُربةٌ، ومنَ الهمومِ أمانُ
السبت /١٧/ ذو القعدة ١٤٤٥ هـ
الموافق لـ:/ ٢٥/ أيار ٢٠٢٤ م
التعليقات مغلقة.