موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

عجلة الزمن …هيفاء البريجاوى

217

عجلة الزمن

هيفاء البريجاوى


وأنا أعبر الرصيف للجهة المقابلة ..كان الشارع مكتظا بالمارة والباعة المتجولين…وأنا على عجلة من أمري لأصل موعد المحاضرة ….فإذا بصوت مدوٍ بشارعٍ فرعي اختطفني كما الجميع .فإذا بسيارة فخمة تصطدم بعربة بائعٍ متجولٍ ….بعمر الستينات تتبعثر المخبوزات أرضا ويقع البائع على حافة الرصيف..نزل سائق السيارة أمسك به والكل التم عليه ليجمعوا البضاعة…اقترب منه صاحب السيارة ليعطه مبلغا من المال ، ولربما أضعاف ما تحتويه عربته من مخبوزات. أخذهم منه ودون أن يحاوره ،وبعد برهة تفرق المارة من حوله وغادر صاحب السيارة ….شيء غريب شدني لأبقى بجواره اعيد ترتيب الأطعمة المغلفة وأساعده ..فإذا بدموع تغطي وجنتيه المحمرتين … جلست بجواره …..بدت لي للوهلة الاولى أنه يسعى لطلب الرزق كما كُثر ،لكن حينما دققت النظر وأنا ألازمه ،شعرت أنه ابن نعمةٍ،من كل تفاصيل شخصيته،حتى حواره،رغم ثياب قديمة يرتديها ومظهر الفقر الذي يبدو عليه، ليراودني ألف سؤالٍ ،ما الذي أوصله لهذا الحال !!!!يا ترى ما قصته ..لأفاجأ بسؤاله :لما بقيت بجواري يا ابنتي ،ولم تغادري مثل الجميع.،قلت له :أصدقك القول أنني قرأت بك اشياء لم اعلم سرها ،اتسمح لي ان اعلم قصتك ،واكون مقربة منك ،فإذا بدموع حاول كتمانها تنهمر بشدة ،ساخبرك لأن القدر من جمعنا على حافة رصيف ،لكن رابط الزمن وتوقيته كان اشد وطاةً بقلبي الذي هزمه حكم القدر ،منذ ثلاثين عاماتقريبا كنت بنفس الموقف الذي رأيتي ،لكني حينها لم ابالي للموقف وطلبت من السائق ان يتابع مسيره لموعد مهم لصفقة يجب ان اكسبها ،حينما وصلت الشركة ، اتاني هاتف فأن عائلتي تعرضت لحادث وقد وافتهم المنية ،وهم بطريقهم للمطار للاصطياف ،حيث كنت ساتم عملي والحق بهم ،،،حينها انهارت قوتي ونقلت للمشفى ،وانا اصارع جلطة دماغية بقيت بالعناية المشددة لفترة طويلة ،،،،،عشت حالة مزرية لفقد اسرتي وما كان اشد ألما صورة صاحب العربة الذي تجاهلته ،بأنانية وهو مرمى على الأرض ومحتويات عربته مبعثرة على الارض ولا أعلم أهو حي أو قد مات حينها،،والله اعلم كم كان بحاجة لتلك النقود التي سيكسبها ،ليكفي حاجة اسرته كنت دوما اتسائل يا ترى ما قصته كانت ،لأعاقب هكذا عقاب أدفع ثمنه فقد اسرتي وتأبيب ضمير افقدني اي لذة وطعم للحياة ،أكنت سبب فقده لاسرته او تسببت بفقدانه مورد رزق ليس ملكه ،ليعاقبني الله هكذا عقاب ،،،بقيت اتردد نفس المكان منذ سنين ،،عليّ التقي به ليسامحني ولو مقابل ثروتي كلها ،سألت عنه : فلم يعلم أحد شيء عنه منذ سنين بنفس التوقيت واليوم من كل اسبوع قررت ان أتردد على نفس المكان ،بلباس ما زال بمخيلتي ،،وأنا اتجول الشوارع ،واشعر بلذة غريبة وانا أعيش من نفسي بطلاقتها ،وارى احوال الناس وآلامهم عن قرب بحجة بيع المخبوزات ،،اصبحت الازم كل فئات المجتمع أفعل ما فعلتيه اليوم،اتقرب ممن اكثرهم حاجة وعوز ،،احاول قدر المستطاع ان أحتوِ من يضعه القدر امام طريقي…أعيش اوجاعهم واتخفى وراء اي علم خيري يكون لهم السبيل للتخفيف عنهم ..مهما كانت تكلفته ،، فانا اعيش متعة ليس بعدها متعة يا ابنتي ما يشدني عجلة السيارات ،وهي مهما تعطل الميسر ،تتابع بأيد بشرية ،،فكيف ونحن كلنا نستمد تلك القوة من الله عز وجل ،،،قد يوقف مسيرتنا عقبات ويمر بحياتنا اشخاص ،قد يؤلمنا الموقف ،وقد يدفعنا لليأس لبرهة ،لكن حينما نعلم السر الإلهي،،الذي يضع امامنا سره بكل خطواتنا كثيرا ما اعود بيني وبين نفسي ،،لو لم اعش تلك المرحلة ، كيف كنت سأعيش هذه الاقدار ،التي انتزعت مني صفة التعالي والتكبر ،،التي لم تجعلني أبالي لحاله وأحوال كثر ،كان همي ان تتضاعف ثروتي ، وارصدتي،،،،يتابع تتساءلي ،لمَ أخذت النقود من صاحب السيارة ظن الجواب وصلك يا ابنتي
لربما كان خاتمة أقداري من الله هنا لالتقيك بذات ما مر معي منذ سنين طوال،وأنت ستكوني صوتي الذي اختنق ،لم اقو ان أبوح به ،لتنطق عدالة السماء ،،،،تابعي طريقك ،أمسك بيدي ووضع النقود التي أخذهم ،وقال لي واصلي مسيرك ،،،،وإن غفى القدر ،،، ثقي بعدالة السماء


التعليقات مغلقة.