عد كي تورق الأغصان مني ” الوافر ” شعر / محمود علي

عد كي تورق الأغصان مني ” الوافر ” شعر / محمود علي

هموم بدلت حالي وأمري
ولو مرت على صخر لذابا ١
.
ولي هم يشاركني حياتي
وشمس الروح قد أفلت غيابا٢
.
كأن الليل مكتحل بحزني
دموع العين قد لمعت شهابا٣
.
ويسأل عن طبيب الروح كلي
صدى صوت ولم أسمع جوابا٤
.
وإن تزعم بأني رمت صدا
فهجرك لي لقد وفى الحسابا٥
.
يراع الشعر ينحت في جروحي
أعاني من عنادك إكتئابا٦
.
على عتب القصيد سكبت دمي
وحرف الوجد عاودني ونابا٧
.
خيالك لا يفارقني وشأني
فلا تكثر مع الصد العتابا٨
.
مرار البين أسقمني طعامي
جبال الشوق طاولت السحابا٩
.
عروقي تسكب الأحزان منها
وشعري في ليالي البعد شابا١٠
.
رزئت الحب ممزوجا بحزني
وفي جرحي لقد أغرزت نابا١١
.
قليلا ما تجاهر عنه نفسي
وأخفي عن عيونهمُ العذابا١٢

أقاسي الليل منفردا بهمي
وسيل الدمع قد أمسى عبابا١٣
.
ويوم البين يعدل ألف يوم
ووجد البين سطرني كتابا١٤
.
فلا يحنو ولم يشفق بوصل
ليالي البعد قد قامت حجابا١٥
.
ويرقص في عيوني طيف موتي
ومني الفرح قد ولى ذهابا١٦
.
وما نبت بدون الماء ينمو
ولا حب بدون الوصل آبا١٧
.
يضيع العمر في عند ويمضي
وما أبقى عنادك لي شبابا١٨

فلا تعند هلم إلى رحابي
هلم إلى وصال كي تثابا١٩
.
تعال ولا تراوح في خصام
ولا تعند فما عند صوابا٢٠
.
وإن توصد أمامي باب وصل
فمن عتب الرجاء جعلْتُ بابا٢١
.
ألازم طرق بابك دون يأس
رجوت مع الرضا منك الثوابا٢٢
.
أدر كأس المدام بطيب نفس
ودعني كي أعانقها غلابا٢٣
.
وخمر الروح لا يجدي ولكن
أعاقرها ولا أنوي متابا٢٤
.
فلا تشمت بي الأعداء رفقا
على قلب رأى منك الصعابا٢٥

فيا كلي حرام لا تدعني
عليل الروح قد حُرم الشرابا٢٦
.
أتنسى أنني قد كنت روحا
تسجيها فتسقيك الرضابا٢٧
.
سقيت الهم من كأس عبوس
كأن الوجد يلبسني ثيابا٢٨
.
رحى الأحزان تطحن لي عظامي
وجيش الهم قد أمسى ذئابا٢٩

وذاك العند ما اقساه طَبعا
يجرحني ويتركني مصابا٣٠
.
إذا قدم الحبيب فأخبروني
فمن حزني ترى بصري معابا٣١
.
طبيب الروح لا تمنع دواء
على مثلي دوائي أن أجابا٣٢
.
وقد ضاقت على روحي شعابي
هموم البين تأخذني غلابا٣٣
.
ويبقى الهم مشتعلا بفكري
وحلم العمر قد أمسى سرابا٣٤
.
ومأخوذ بسيف العند ذبحا
على حلمي لقد ذروا الترابا٣٥
.
وإن تبصر فما بالكون مثلي
عديم الأهل قد حرم الصحابا٣٦
.
ولو تحنو أقيم الكون حفلا
طويت الحزن في قلبي كتابا٣٧
.
تراقص فرحتي كوني جميلا
وتلقاني أمانيها رحابا٣٨
.
فعد كي تورق الأغصان مني
وسيل العشق قد يلقى الهضابا٣٩