عربات الرش حد فاكرها
بـ قلم/ أسـمـاء الـبـيـطـار
أحكي حكاية صُغيرة كده و بعدين ندخل في موضوعنا كـ العادة
أنا من جيل السبعينات زي ما أنتم عارفين بالتحديد 74
يعني اتولدت بعد نصر أكتوبر المجيد بعام واحد .
يعني فتحت عنيا على بلد رغم إنها مركز مش قرية كانت بدائية جداً جداً في كل شئ شبكات صرف و كهربا و نظافة و كل شئ ممكن تتخيله .
و لـكـن ..
لما بدأت أوعى و انتبه لقيت تقريباً طفره في التطور في كل شئ و في جميع المجالات .
زمان اللي كان يوعي على كلامي ده كانت البيوت الصرف فيها عبارة عن أبيار داخل البيت و عفواً كل فترة بتيجي عربات مخصوصة تشلها لما بدأت أستوعب لقيت البلد كلها عفواً دخل لها الصرف الصحي و أتعمل بلاعات صرف كبيرة في الشوارع العمومية و الجانبية
و دي نقطة مهمة هنرجع لها تاني .
و بدأ التطور سريعاً سريعاً .
كانت الشوارع فل و كل يوم الساعة الخامسة مساءاً كانت بتييجي عربات لرش المياه في الشوارع الرئيسية و الشوارع الجانبية زي شارعنا كده كانوا الأهالي بيخلوه زي الرئيسي و أجمل .
و من ناحية تانية كانت بتيجي عربات رش مبيدات ترش الشوارع الجانبية على فترات دورية ثابتة .
كانت الدُنيا نضيفة و جميلة و زي الفل و يمكن ما عداش على ذاكرتي أي وباء الناس خافت منه أو كان فيه ذعر من أي شئ .
أو كان فيه لكن ما كنش فيه الميديا اللي تقريباً مربية لينا الخفيف دي
و الأمور كانت بتمر بسلام .
ندخل بقى في موضوعنا ..
المهم لما سافرت برة بالتحديد عام 99 نفس اللي حكيته فوق ده عشته هناك و بدون مبالغة من أول و جديد و بدأ بردوا التطور سريعاً لكنه أستمر و نحط تحت إستمر دي مية خط .
و في ازدياد مع الإستمرار على بعض الثوابت زي عربات الرش للمياه و المبيدات خصوصًا وقت تقلب الفصول زي الأيام اللي إحنا فيها دلوقتي .
و يمكن دي نقطة فاااصلة إن الإستمرار في بعض العادات القديمة الخاصة بالنظافة العامة بتفرق كتير كتير
فين الحاجات دي دلوقتي فين مظاهر النظافة العامة على المستوى العام اللي كان بادئ من فوق يعني من الدولة و من بعدها المحافظات إلى أن نصل إلى المراكز و القرى إلى أن يصل الأمر إلى الشوارع الجانبية .
المنظومة حقيقي كانت بتبقى متكاملة و في تكاتف من الجميع لأن الكل بيشتغل حتى الولاد الصُغيرين بعد اللعب كانوا بيخلوا الشارع زي الفل لأن أهاليهم اللي تعبوا فيه و الصبح بدري تلاقي عامل النظافة جاي و هكذا قعدنا فترة طويلة من عُمرنا بلدنا و شوارعنا حقيقي نظيفة و جميلة .
و الناس الجميلة بتاعة زمان اللي منهم أبويا الله يرحمه كان من المسئولين عن إضاءة الشارع للناس و دا كان تطوع منه على فكرة و إستحالة كنت تلاقي لمبة مطفية من عمود في الشارع من أوله إلى آخره
و لحد أخر يوم في عُمره كان كده .
كان في ناس قلبها على كل حاجة اي عُطل أي ظاهرة غير طبيعية زايده عن الحد زي الناموس كانوا بيبلغوا مجلس المدينة و بيفضلوا وراهم إلى أن تُحل المشكلة .
و قبل ما أنسى مشكلة زي المطر الشديد اللي أتعرضنا ليه ده كان الأهالي بيطلعوا يفتحوا البلاعات في الشارع بنفسهم و كل واحد قدامه واحده كان بيقف قدامها لحد ما الميه تصفي من الشارع و يروق و بعدين يقفلها .
إنما دلوقت كل واحد بقى يعلى قدام بيته !!
و هسيبك تتخيل الوضع .
يمكن اللي إحنا فيه ده سببه إننا اتهاونا في حق نفسنا .
يمكن علشان بقى كل واحد يقول يلا نفسي .
يمكن علشان كل واحد قفل على نفسه حتى سلم البيت ما لوش دعوة بيه .
يمكن كل واحد بقى يقول إشمعنا أنا اللي أعمل و أتحرك بقينا صعب صح مش كده !!
يمكن و يمكن و يمكن .
دلوقتي بنتمني عربات رش المبيدات ترجع تاني !!
و الناس فرحت لما إشاعه طلعت إن في طائرات بترش لتعقيم الجو .
عرفنا أهميتها ،، و إنها مش مظهر متخلف و لا حاجة .
على العموم .. لا يضيع حق ورائه مُطالب
يعني كل حاجة حلوة هتفضل متمسك بيها حتى لو ساهمت علشان تستمر إحنا الكسبانين .
أحيانا كثيرة البساطة في بعض الأمور تقينا الكثير مما نحن في غنى عنه .
دُمتم بسطاء و سالمين من كل شر .
التعليقات مغلقة.