موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

عربة الغزل…قصة لإيمان أحيا

570

عربة الغزل…قصة لإيمان أحيا


أحمد طفل في الرابعة من عمره يملأ الشارع حيث يقطن بأصوات لعبه شأنه شأن سائرالأطفال وكأن اللعب يضيف إلى سنواتهم حيوات يسعدون بها حاضرا وتسكن ذكراها قلوبهم مستقبلا ،فتحن إليها القلوب حنينا ليس كمثله شيئ ،وهكذا أحمد ورفاقه من عمره أوممن يصغرونه تشعر عندما تراهم وكأنهم يسرقون من الزمن أطول مايمكنهم لملئه باللعب، فقانون اللعب لديهم لا يشبه معنى الفراغ ، رغم أن العابهم غاية في البساطة ولاعجب ؛فهم أطفال قرية ليس للترفيه فيها رفاهية الأمكنة المُعدة  فالشوارع فضائهم والتحايل على المُتاح وسيلتهم لإسعاد أوقاتهم .
ذات يوم وبينما أحمد منغمس في لهوه مع أصدقائه فإذا بعربة الغزل تمر من أمامهم وإذا بالأطفال يهللون ويتحلقون حول العربة كمن وجد كنزا،ولكنه كنز بقاموس الطفولة بطعم السكر ولون الزهور، وهو أبلغ علم الأطفال بالكنوز ،بحث أحمد في جيبه عما يعينه على شراء هذه الحلوى فوجد قطعة معدنية تكفي لشراء واحدة، تهلل فرحا وكأنه في هذه اللحظة قد أصبح من الأثرياء ،وكيف لا وبهذه القطعة سيمتلك قطعة من السعادة ،أعطاه البائع واحدة فمالبث أن تناولها وبقدر متعته بحلاوتها أحزنه إنتهائها ،وما إن رأى البائع يتأهب للرحيل حتى أبت نفسه مفارقة تلك العربة ،فتمسك بالجزء السفلي من العربة ،ولصغر حجمه وهو ذو الاربع سنوات لم ينتبه له البائع وأكمل سيره ،وأحمد بالأسفل لاينطق بكلمات اللسان ولكن وجهه يحكي الكثير كمن يذهب في نزهة برفقة حبيب لايشغل باله سوى الإستمتاع بلحظات قربه غير آبه بالمكان أو الزمان ،طاف البائع وجال بعربته  وأثناء عودته لبيته أوقفه شحاذ، ويكفي معرفة صفته لتتجلى إليك ملامح هيئته رغم أنه لاتبدو عليه ملامح العجز لكنه بشعره الأشعث المجعد وجسده النحيف تشعر وكأنه يجهل معنى الطعام والشراب، يتدلى كيسا قماشيا من رقبته ربما يمتلئ بفتات خبز و بعض النقود، طلب الشحاذ من البائع أن يُطعمه ،رق البائع لحاله فأخبره أنه اقترب من بيته وهناك سيُعد له الطعام، وصلا إلي البيت دخل البائع بيته لإعداد الطعام وبعد برهة من الوقت خرج ولكنه فوجئ بعدم وجود الشحاذ ،تعجب لأمره ولكنه لم يطل التفكير في الأمر فعاد الى بيته .
ذهب الشحاذ ،ولكن لم يذهب وحيدا،فهناك شيئ كان قد إنتبه له من البداية أصبح الأن بحوزته ،فلم يكن الطعام غايته من ركوب العربة ورفقة البائع؛ ولكن العربة برمتها كانت وسيلته للوصول لأحمد الطفل الذي لم يشعر به أحد انتبهت له تلك العيون،وقبل أن يستيقظ أحمد ويصرخ حال رؤية من أصبح برفقته أخرج الشحاذ من حقيبته قنينة صغيرة مررها على أنف الطفل ومن ثم أخرج من حقيبته ملابس نظيفة واستبدلها بما يكسو جسده مما يشبه الثياب وخلع عن رأسه ذاك الشعر الاشعث المجعد ليبدو في كُليته  بمظهر الأب الذي يحمل إبنه ولاريب.
غرفة باردة لها لون رمادي يشبه بُرودتها ،لا أعرف أين أنا ولكنني بالطبع في مكان يخلو من الحياة ،ألقى لي الرجل قطعة عيش وكوب من الماء ،أشعر بجوع يأكلني وخوف يروعني ،غلبني الجوع فبدت لي قطعة الخبز الجافة أشهى الطعام ،وأنا الذي كنت أتدلل على أمي فلاتطب لي صنوف من الطعام ،أين أنتي يا أمي؟ تعالي فخذيني وأعدك ألا أرهقك بدلالي أو معصيتي ماحييت ….تُرى هل سأحيا أم أن هذه مقبرتي وأخر عهدي بالحياة ؟ 
أصوات بالخارج يبدو أن أحدهم قد جاء،ليسوا كُثر لكن أصواتهم من كثرة لغطهم بدت كثيرة ،أصواتهم تعلو وتعلو يتجادلون حول أمر جلل ..ترى ماهو؟ إقتربت أكثر من الجدار..أنا ،نعم أنا محور حديثهم وعلة ضجيجهم ،قال أحدهم إذا ماذا سنفعل به ماهو قراركم ؟،هاهم يقررون مصيري ، قال واحد منهم مجيبا سؤال الأول وكان صوته ضخما مزلزلا كأنك تراه لا تسمعه ، “هنبعته  لحد من معارفنا اياهم “يقطعوه ولا يبيعوه كله على بعضه زي ماعايزين المهم نقبض تمنه” ،باغته الثالث “وليه منبعتوش عند صاحبنا “ضلمة ” يعمله عاهة ويسرحه مع العيال دول بيجيبوا شهد”، ويا للعجب فكيف لايكون لمن يُظلم حيوات هؤلاء الأبرياء نصيبا من إسمه او إسم من فعله ..، وكمان هو وصاني أجبله من الصنف دة إللي يبان عليهم ولاد ناس زي العيل المتلقح جوة دة ،يرققوا قلوب الناس بمنظرهم ؛الناس مبقاش يجيب معاها شغل الكبار بيرقوا للصغيرين اكتر ،مهو مش كلهم زي المغفل إللي ركبت معاه عربية الكاروا لما لمحت الواد وكان قال أيه هيجبلي أكل بسلامته ههههه “، لم ير إنسي من قبل أحد الشياطين ولكني أستمع الان إلى صراخهم وضحكاتهم ،مازال النقاش على أشده ،صرخاتُ مكتومة تكاد تفتك بي قبل وصولهم إليً وهم على بعد باب مني ،لا أعرف مما أخشى وأنا سيُفعل بي مالايُمكن الخشية بعده ؛ فإما ستُسلب حياتي لتكون طوق نجاةٍ لآخرين لا أعلم عنهم سوى ثرائهم ؛وقد أصبح يسري علىً قانون الفقراء الذي يضن عليهم بالحياة حتى بشقائها المقدر لهم ، وكأنهم قرروا بدلا عنهم وإدعاءِ عطفٍ عليهم باطلاً من الشقاء ،فكان القرار بوجوب سلبهم حرية إختيار شقائهم والعيش فيه، فمن أوكلهم بذلك ؟ فلربما إختار هؤلاء الفقراء فقرهم ومابه من  دروب الشقاء أملاً بالسعادة يوما ما، أوصبراً عليه برضا يُرضي عنهم ربهم في غير دنيا الفناء ؟، وبين فقدي الحياة وتسولي يحارون وكأن في إحداهما رفاهية يقبلها أحدهم ويستكثرها الآخر .
أين أنتي يا أمي؟ سأموت غريق مخاوفي ودموعي قبل أن تمتد أيديهم بفتح مايحجبني عنهم .
..أمي ..
.. يفتحون الباب لإعمال قرارهم ،وإذا بالطفل متكور كجنين عاد إلى رحم أمه حيث الأمان في اعماق ظلمات ثلاث لاتكاد تصل إليه عيون هؤلاء الشياطين ، تحسسه أحدهم ..فصاح مستنفرا “دة قاطع النفس ” ،رحل أحمد ورحلت معه أحلامهم فيه ،حاولوا إفاقته ولكن دون جدوى، إنقبضت روحه وسكنت نبضات قلبه قبل أن يسلبونه إياه عنوة طمعاً في الثراء ، ذهبت روحه إلى بارئها قبل أن يُدميها التسول في أزقته وسطوة أسياده ..
وها هي دمعة أبت أن تبقى مكتومة  فسالت منادية : أمي ..إنه صوت بائع الغزل ..هلا اشتريتي لي قطعة غزل ؟ .
 
انتهى
 

تعليق 1
  1. Mohamed Ahya يقول

    رائعة ❤️

التعليقات مغلقة.