عربية أبو عبده قصة ساخرة
بقلم عبير توفيق
صراخ يعلو ، زغاريد تدوى ، قفزات إلي أعلى كل ذلك في آن واحد
وبشكل هستيرى تنادى أبوعبده يأبوعبده إلحقنى ياخويا
أبوعبده : في إيه ياوليه الله يخرب بيتك إنت هتفضلى طول عمرك مجنونة كده
أم عبده : لا ياخويا الجنان المرة دى علي حق ، شوف وأنا بافتح كيس المسحوق قريت مكتوب إيه من جوه
أبو عبده : ورينى كده مبروك أنت من سعداء الحظ كسبت معانا عربية ، رجاء الحضور في الموعد المحدد المكتوب أمامكم وعدم التأخير لاستلام الجائزة و إحضار العبوة الفارغة وأيضا إثبات الشخضية ، والحضور إلي مقر الشركة وذلك في العنوان المدون أمامكم ،
أم عبده : عرفت بقه إن ليا حق أتجنن والا لأ
أبوعبده :زغرطى ياوليه كمان وكمان ،وتجمع الأهل والأحباب وجميع الجيران علي هذه الأصوات ، ووسط الفرحة والدهشة قدموا أجمل التهاني وأحر التبريكات لأبو عبده وزوجته ، وهنا أخذته نخوة الكرم وفي غفلة من الفرحة الشديدة تشجع و قال لهم :بالمناسبة الحلوة دى ياجماعة الغدا عندى بكره انتوا وكل عيالكم ،وفعلا أمر زوجته بذبح جميع الطيور التي توجد بحظيرة منزله والتي كانت تمثل لهم مخزونااستراتيجيا طوال العام ،فهم قرويون ويعتمدون علي تربية الدواجن في مأكلهم ،
وتمت الوليمة بحمد الله وسط فرحة عارمة من الجميع ،وبطبيعة النفس البشرية في حب التقليد الأعمي والسير علي نفس الخطي وبدون تفكير ، فقد بدأت نساء الكفر والكفور المجاورة سباق الماراثون علي جميع محلات البقالة الموجودة لشراء ذلك المسحوق السحرى والذي يجلب الحظ ،حتى إن بعضهن قامت بشراء الكراتين منه ، وإنتعشت حركة البيع والشراء لهذا المسحوق وحقق رواجا ليس له مثيل ، في حين كان يجلس أبو عبده وزوجته في سعادة و ترقب ذلك اليوم الذي يمتلكون فيه سيارة خاصةبهم ، والأحلام تراودهم ،فحدثها قائلا : عارفة يا أم عبده أنا هاتعلم السواقة وأخدك إنتي والعيال وأوريكم الدنيا وأفسحكم وأمتعكم
أم عبده :لأ ياخويا العربية تتبهدل خسارة والناس تحسدنا أنا عندى فكرة إحنا نأجرها مشاوير خصوصى تجيب لنا قرشين يساعدوا في المصاريق ،
أبو عبده : ياوليه يا فقرية نأجرها إيه عيشيلك يومين علي وش الدنيا بقه ،
وجاء اليوم الموعود وكان أبو عبده قد قام باستئجار سيارة ميكروباص وجمع الأهل والأحباب و كل من كان ماهرا في القيادة لاستلام سيارة الأحلام ، وظل أبو عبده يمنى نفسه طوال الطريق ويقول لنفسه : ياترى ماركتها إيه و بيضا ولا سمرا كبيرة ولا صغيرة ، وبالفعل وصلوا إلي مقر الشركة ودخلوا علي طاقم السكرتارية وقام ابو عبده بتقديم العبوة الفارغة لهم قبل تقديم نفسه ، وبالتالى قاموا بإبلاغ المدير المسئول ،فأمر بإدخالهم علي الفور واستقبلهم بكل حفاوة وترحاب وقام بطلب المشروبات المثلجة لهم حتي ترطب من سخونة الجو مع عناء السفر الطويل من الكفر إلي مقر الشركة بالمناطق الصناعية ، ومرت هذه الدقائق عليه وعلى كل من معه وكأنها دهرا طويلا من اللهفة والشوق ، ثم قال له المدير ، حالا هتستلم عربيتك ، وقام إلي دولاب فخم بمكتبه الأفخم والذي تحيطه المكيفات وأخرج سيارة منه ،فبهت الجميع ونظروا إلي بعضهم البعض ثم نظروا إلي المدير فقال له أبو عبده : إيه دا ياباشا ؟!
مدير الشركة : الجايزة بتاعتك ياعم مبروك عليك
أبو عبده : ياباشا دي عربية لعبة من بتاعت الأطفال مش هى دى اللى كانت في إعلانات التليفزيون إنتوا كدا نصبتوا علينا
المدير : إحنا مش نصابين إحنا أكتر حاجة بنتميز بيها عن غيرنا المصداقية والشفافية و قلنا الجايزة عربية و العربية أهي هو إحنا قلنا الجايزة عربية وجيت لقيتها موتوسيكل ولا عجلة ،دي عربية ولا مش عربية ؟
ابوعبده : لكن ياباشا و إنت بتعلن عن الجايزة في الإعلان كنت واقف جنب عربية فخمة وحقيقية مش لعبة
المدير : آآآه ياعم دي كانت عربيتى انا ، والله إنت راجل طيب أوى
وعاد أبوعبده بخفي حنين .
التعليقات مغلقة.