موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

عربية يا أرض فلسطين… د. أحمد دبيان

1٬047

عربية يا أرض فلسطين….د. أحمد دبيان

د. أحمد دبيان

حين تتخلى امة ما عن ميراثها الجغرافى والتاريخى الذى اسبغ عليها دورها الاقليمى ، وحين يتم غسيل ادمغة الجماهير بان الجانى هو الضحية والضحية هى الجلاد درءا لاوجاع الضمير ترسيخا للتخلى عن ثوابت امنها القومى عجزا و زهدا فى النضال ، يتم تجييش الافاقين والمنتفعين والانطاع واشباه الرجال ليروجوا ان العدو التاريخى قد خلع رداء الذئب وارتدى ثوب الحملان ، وانه الحمل الذئب له حق تاريخى تناقضه الحقائق والثوابت التاريخية .

فلسطين ليست الارض الفضاء التى حاولوا ويحاولون ان يروجوا ارضاءا للصوص الارض كانت ولازالت ارضا لها شعب ، عاش فيها الكنعانيون والفليستيون ، فى الوقت الذى خرج العبرانيون من مصر بعد ان تعاونوا مع المستعمر ضد الارض التى استضافتهم فى ارض جوشن . وحين امرهم نبى الله موسى ان يجاهدوا لاعلاء كلمة الوحدانية زاغوا بعد ان عبدوا العجل حسدا فى سيكولوجية الدنو ، وقالوها له دون خجل اذهب انت والهك فقاتلا.

لم يدخل موسى فلسطين ابدا ، ومات فى ارض مؤاب ( الأردن حاليا ) ، وظلوا فى التيه يعمهون .

قادهم بعدها يوشع بن نون نبيهم المسلح الدموى ، وبعد مذابح تتوارى خجلا منها مذابح داعش احرقت الحرث والنسل اوردتها التوراة فى فخر دموى صار عقيدة المعتنقين :

( ثم تحرك يشوع وجيش اسرائيل من لخيش نحو عجلون فحاصروها وحاربوها ، واستولوا عليها فى ذلك ودمروها ، وقضوا على كل نفس فيها بحد السيف )

رغم هذه الدموية المفرطة لم ينجحوا الا فى احتلال مساحات محدودة من الارض ، وظل الكنعانيون والادوميون والفلستيون متواجدين بقواتهم المؤثرة على الارض ، وهنا ظهرت اساطير رامبو التوراتى شمشون ، الذى كان يحقق فى الخيال الجمعى لشعب يجابه قوة الحق لاصحاب الارض فيحقق بقوته الاسطورية امانى شعب يعجزه الحق الاصيل لشعوب تواجدت قبله على نفس البقعة منذ الاف السنين.

لم ينجح بنو اسرائيل باسباطهم الاثنى عشر الا فى انشاء مملكة يهوذا والتى اسسها الملك داوود ، والذى كان قواده يقاتلون حروبا منهكة مع الفلسطينيين ، لياتى الملك سليمان بعده بحكمته فيوطد الملك بالتعايش السلمى الذى بلغ فيما اوردته التوراة ان يتزوج من صيدونية جعلته ينجرف لعبادة البعل .

.انتهى الامر وفى عهد رحبعام ابن الملك سليمان بانقسام المملكة لمملكتين .

وكانت مملكة اسرائيل فى الشمال ومملكة يهوذا حول اورشليم او اور سالم ( مدينة سالم ) العربية .

انجرفت مملكة اسرائيل للعبادة الوثنية كما تورد التوراة وتعايشت سلميا مع الشعوب المحيطة واكتسبت معتقداتها حتى اجتاحها الاشوريون .

انتهت مملكة يهوذا ، باجتياح نبوخذ نصر الثانى لاورشليم وهدمه للهيكل الذى اقامه الملك سليمان وهو الهدم الاول ، وبدأ منذ هذا التاريخ السبى البابلى الذى قام باكبر عملية ترانسفير تاريخى ولقرون كانت الارض الفلسطينية فيه بلا يهودى واحد يعيش اهلها واصحاب الارض فيها دون دخيل .

جاءت الامبراطورية الفارسية الاخمينية وسمح قورش الكبير مسيح الرب كما اسموه رغم وثنيته ولكن لانه سمح لهم بالعودة لاورشليم وسمح لنحميا ببناء السور وهنا تنبئنا التوراة ايضا ان هناك بطل عربى من مملكة قيدار ابن اسماعيل هو الملك جشم العربى ملك مملكة قيدار الممتدة من شرق الأردن الى جنوب فلسطين حيث ، وقف لهم بالمرصاد ولم يسمح لهم بتكملة البناء ، رغم السماح لهم بالعودة ظل اليهود فى فارس وبابل وان لم تتوقف مؤامراتهم فتورد التوراة اختراق استر ومردخاى راعيها للعرش ، بعد ان انسحبت الملكة الشرعية وشتى لكرامتها ، فصارت هى الملكة وقاموا بانقلاب كامل ذبحوا فيه الوزراء وكبيرهم هامان وسيطروا على مفاصل العرش لتنجب دارا الثانى الذى سمح لليهود باعادة بناء الهيكل وليتم هيرودس بناؤه بعد ان سقطت فلسطين تحت حكم الرومان وعينوه وهو نصف ادومى.

افسد اليهود كعادتهم وتاجروا بالتوراة واقاموا التلمود ككتاب مقدس موازى يعلى من الفقه والروايات الشفهية وتاويلات الحاخامات ، ليصير هو المقدس ، وليصير الدين تجارة والتطهير بالمال لحساب الحاخامات ، وليأتى روح الله وكلمته وتدبيره عيسى بن مريم محاولا اصلاح ما افسدوه ليعيد التأويل ليكون من اجل الانسان لا من اجل الفريسيين او الصدوقيين او الصيارفة وتجار الشريعة فتآمروا عليه مع السلطات الرومانية الحاكمة والتى اعطتهم نوع من الحكم الذاتى وفقا للشريعة . وليتنبأ عيسى عليه السلام بخراب الهيكل الاخير كما ينبئ الانجيل :

“«يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!. هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا.”

و في مدة حكم الولاة الرومان فيلكس وفستوس وفولوروس في أورشليم .. ازداد الفساد الأخلاقي والانحلال الاجتماعي وانتشرت أعمال السرقة والبلطجة والنهب والقتل .. إلى جانب ذلك وصلت روح التحزب بين اليهود أنفسهم وكراهيتهم لمستعمريهم الوثنين الرومانيين .. وتعصبهم السياسي والديني حدًا بالغًا .. وقد شجع على هذه الروح وزادها اشتعالاً ظهور أنبياء ومسحاء كذبة أضلوا كثيرين وقد استطاع أحدهم بحسب رواية يوسيفوس المؤرخ اليهودي أن يجذب وراءه ثلاثين ألف رجل .. وفي شهر مايو عام ستة وستين ميلادية ، تحت حكم الوالي فولوروس اندلعت ثورة يهودية منظمة ضد الرومان .
هذه المرة كانت الثورة دموية بحق، فقد ظهرت من عباءة الفريسيين فرقة “الغيورين ” و التي تنادي بالكفاح المسلح، وانبثقت عنها فرقة «حَمَلة الخناجر»، الذين كانوا يستهدفون الرومان والموالين لهم من اليهود، فأشاعوا الرعب والدم والفوضى في الولاية، فضلًا عن أعمال التمرُد العلنية.

وسارع أهل الطبقة العليا إلى مراسلة الرومان للاستغاثة بهم، فأرسل نيرون القائد فيسباسيانوس لقمع الثورة، فاتخذ هذا القائد من قيصرية (في سوريا حاليًّا) مركز عملياته، وتقدم بقواته التي ضمت بعضًا من العرب، الذين كانوا يعادون اليهود ويريدون التنكيل بهم.

وعندما بلغ نيرون خبر ثورة اليهود .. أرسل قائده الذائع الصيت فسبسيان على رأس قوة كبيرة إلى فلسطين .. بدأت الحملة عام سبع وستين ميلادية ، وواجهت مقاومة مستميتة في الجليل قوامها ستون ألف مقاتل .
لكن الأحداث لم تسير كما خطًّط لها فسبسيان فاضطر للرجوع سريعًا حال دون استكمال النصر بعدما بلغه خبر انتحار نيرون .. وخلف فسبسيان في قيادة الحرب ضد اليهود ابنه طيطس . كان جيشه قوامه ثمانون ألف مقاتل مدرب . وبدأ الحصار سنة سبعين ميلادية عقب عيد الفصح مباشرة .

كانت أورشليم مكتظة بالغرباء الّذين وفدوا لحضور العيد العظيم ، وجعل طيطس يقدم عرضًا للتفاهم بالحسنى لكن جماعة الغيورين رفضوا بكل تحدي لمقترحات طيطس ومحاولاته المتكررة.

وأخيرًا سنة سبعين ميلادية وتحديدًا في العاشر من أغسطس و نفس اليوم وحسب التقويم اليهودى و الّذي خرب فيه الهيكل قديمًا على يد نبوخذ نصّر، هاجم طيطس مدينة أورشليم بلا رحمة فكان يصلب يوميًا من اليهود العصاة نحو خمسمائة يهودي .
وسرعان ما ظهرت المجاعة في أورشليم وعلى الرغم من ذلك لم يسجل التاريخ لنا صورًا من البؤس أبشع مما شهدته مدة حصارها على يد طيطس .

كانت الأروقة المحيطة بالهيكل هي أول ما احترق منه وسرعان ما أصبح الهيكل كتلة نارية يتصاعد منه ألسنة اللهب .. أطلق اليهود صرخات هستيرية مفزعة .. وتنافس الجنود الرومان في تغذية ألسنة اللهب وسرعان ما تحوّل البناء الضخم إلى شعلة نارية أضاءت السماء .. بينما أرض الهيكل امتلأت بجثث القتلى .. فقد كانت الدماء في كميتها أكثر من النار! .. كلُّ هذه الأحداث من خراب الهيكل في أورشليم كان يوسيفوس المؤرخ اليهودي شاهدًا عيانًا عليها.

استطاع اليهود بعد ان هزمهم تيتوس ” طيطس “و فى عهد هادريان الذي خلف والده علي الإمبراطورية ،إستطاعوا ان يتجمعوا بهدوء ومثابرة وكونوا مركزا لهم حول اورشليم وزاد عددهم فتمردوا مرة اخرى وناطحوا الرومان وارادوا الاستقلال بدولة يهودية مستقلة عن روما ، فظهر قائدهم المدعو ( شمعون باركوكبا وقاد ثورة ضد الرومان ما بين اعوام ١٣٢ الي ١٣٦ فقرر الامبراطور ” هادريان ” تدميرهم والقضاء عليهم وكان شتاتهم الاخير عام ١٣٦ م وبعد ان قاد باركوكبا التمرد في قلعة ” ماسادا ” ”المسعدة” حيث ذبح اليهود بعضهم بعضا خوفا من الوقوع في قبضة الرومان .

كان العام ١٣٦ م هو التاريخ الاخير لوجود بقايا اليهود القدامى الذين تم نفي الباقى منهم من فلسطين وتحريم عودتهم اليها فاختلطوا بالشعوب وحاليا لا يستطيع احد ان يدعى بنقاوة نسبه للاسباط ولم يبقى فعليا منهم الا سبطين ونصف يستطيعون وبصعوبة ذكر شجرة نسبهم المختلطة .

وكان لتحول مملكة الخزر الوثنية واعتناق ملكها لليهودية هو وشعبه الرافد الاكبر لليهود المحدثين .

التعليقات مغلقة.