عرقسوس مع الخيار.. علي جبل
وجاءني الإشعار-على صفحتي-بمقالٍ يتطاير كالشرار لرجل يَسِمُ نفسه بأنه من المصلحين الأخيار، وكل ما عداه من الخونة الأشرار. يتتبع كلماتي ويرد عليها كما الثرثار، يبث حقده وغله في بعض كلمات تشبه كثيرا خلط العِرقسوس مع الخيار. فقلت: لعله قد احتار، أو يفعل ذلك من قبيل الفَخَار!! وعندما أعدتُّ النظر في كلماته مقالا تِلوَ مقال؛ وقفتُ أمام نفس أنهكها الحسد، وأصابها الخَوار، وعقل شطح بعيدا فظن أنه من المصطفين الأخيار، وقلب ران عليه صدأ الحديد مع الغبار. فإن تحدثتُ عن الأسعار لامني بازدراءٍ وتعالٍ واحتقار وقال: إنني من المغرضين المُغالين كبعض التجار، ولو أشرتُ من قريب أو بعيد إلى الدرهم والدينار صنفني بأنني من عملاء الدولار، وإن قُلتُ غزة وأهلها الأطهار، هاج وماج ونظر للسماء ثم دعا مِن كل قلبه على السِنْوار. وحتى أكون عنده من الأوفياء الأبرار، قال: اصمت كثيرا واربأ بنفسك عن الجنيه ولا تُشِرْ أبدا إلى الدرهم والدينار ولا الدولار. وبعد أن تصفحت آخر كلمة له في آخر مقال، رأيت أنه من العار والشنار أن أهتم بتُرَّهاته، وأيِ خبر له من الأخبار؛ قررتُ ساعتها-وبكل هدوء ووقار- أن يكون هذا اليوم آخر عهدي..
للعرقسوس مع الخيار.
التعليقات مغلقة.