قصيدة عَزَلْتُ نَفْسِي
بقلمي الشاعر إبراهيم الشرقاوي
العمــرُ يجـــري لا خيــارَ ليـوقِفَه
والهجرُ كـاسٌ لم يوضِّـحْ مـوقِفَه
يا شــــارداً بالفـــكرِ دومـــاً تائـهاً
ما لــي أراكَ مُعَـــذَّباً كي تعــرِفَه
هل من جــديدٍ بالحـــياةِ مفاجئٌ
أم ذاك عَهــدٌ و الخيــانةُ أرصـفه
كم صُنـــتَ حُبّــاً لا أمـــانَ بأرضِهِ
و وفَيْتَ عَهــدَكَ للحبـيبِ لتُنصِفَه
و شـَرِبتَ من كوبِ الغرامِ سُمُومَهُ
فَعَــرِفتَ معني الذلّ يومَ الراجِفَه
وعزلــتَ نَفسـكَ عن غَـرَامٍ موجعٍ
لتـــذوقَ ذُلَّ الفِكـــرِ ذُلَّ المَعــرِفَه
صافح شَرِيكُكَ في العـذابِ فإنّني
من كان مثلــي يستـحقَ التَشـرِفَه
واعلـــم بأنَّ الحـــبَّ شَـــوْكٌ لمسُهُ
لا تنظــــرنَّ له و حَـــــاذِر تَقـــطُفَه
مُرجَانَةُ الأشــــوَاقِ ليسَـت مُسعِفَه
خَــــدَّاعَــةٌ بالمَكـــرِ دومـــاً زائِــفَه
تحبــــو اليــــكَ بطيــبَةٍ و تــــودُّدٍ
وتبُــــثُّ سُـــــمّاً لا دواءَ لِيُســـعِـفَه
رسـَّـــامَةُ الضَحَـكَــاتِ وقـتَ لِقَائِهَا
فنَّــــانَـةٌ بالغـــدرِ مُـهْــــرٌ خــاســِفَه
حـــازت نياشــينَ العـذابِ و قَهــرِهِ
لمعــت بأشكــالٍ تُعَـــابُ و مُؤسِفَه
فمحـــوتُ حُبّي عن مَرَافِـئِ غَدرِهَا
و دَعَـــوتُ رَبّي أنْ يُدِيـــمَ تَلَــطّـفَه
و نزعـــتُ منّي الحــبَّ لا أقْـرُب لهُ
و أرَحــتُ قلبــي كي يُزيلَ تَخَــوُّفَه
فالعـيشُ في قــُربِ المَــرَارِ نعِـيـمَهُ
الحـــانُ رُعْــبٍ و العَـقَـارِبُ عَــازِفَه
إنّ الغَـــــرَامَ له الْعَــــوَازِلُ لم تُهَــبْ
فَعَزَلْــــتُ نَفــسِي لا أحبُّ لهم صِفَه
و كَفَفْتُ قلـبي عن جَمِـيعِ بِحُــــورِهِ
ما عَــدّتُ أصْلُحُ أن أُجَــابِه مَوقِـفَه
صافح و حاذر أن يُصيبكَ ما مضي
فالحــبُّ رَعـــدٌ و الكــوارثُ عاصفه
التعليقات مغلقة.