عزل نفسه
صبري الصبري
في ظل ما استشرى في العالم من خوف وهلع وموت محدق بالناس وما دب فيهم من هواجس لشبح الهلاك الفردي والجماعي وما صاروا فيه من حصار كامل شمل جميع مناحي حياتهم لاحت مفردات عديدة في أدبيات الخطاب الخاص والعام وفي نشرات الأخبار المحلية والعالمية إذ عجزت المستشفيات عن تدارك الأمور الطبية وأصبح التداوي عن بعد عبر نصائح طبية هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لتلقي العلاج فإما ينفع دواء الانفلونزا إذا كانت انفلونزا وإما الموت اذا كان فيروس كورونا المستجد .. وبات الزكام والسعال باعث قلق حتى في حالات عادية معاكسة لمضاعفات بعيدة الحدوث ولكنه هلع كورونا وتداعياته … وهو يستمع لنشرات الأخبار شاهد مسئولين كبارا في العالم يعزلون أنفسهم لاشتباه الإصابة المحتملة بفيروس كورونا الخطير وسرح فكره في عبارة (عزل نفسه) وترددت في داخله كثيرا وتساءل عن فائدة الكلمتين عزل … نفسه … وتمنى أن يكون ذلك العزل للنفس في أحوال ومجالات أخرى فالموظف المقصر والفاسد المرتشي والمعطل لمصالح الناس ومن هو غير أهل للوظيفة والذي ضيع أمانة العمل الموكل إليه أولى بعزل أنفسهم من الوظيفة وترك المجال لآخرين شرفاء انقياء قادرين على العطاء وأداء الأمانة وتذكر أن وجود هؤلاء من علامات الساعة كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) وسرح بفكره في ما يجد في هلع الناس من وباء كورونا من فرار الناس من بعضهم ومن مظاهر شتى تجسد بعض أحوال يوم القيامة وتذكر ما قبل كورونا من فساد وظيفي وتصدر أناس لا يصلحون لتولي المسئولية وأنهم من علامات الساعة وتمنى أن يدوم عزل الفاسدين أنفسهم لا بسبب كورونا ولكن لما فيما سيجنيه الناس من إصلاحات ومزايا حينما يجدون هذا المسئول الفاسد أو ذاك قد عزل نفسه !
التعليقات مغلقة.