موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

عصر الفتوات من كتابي عرق الحارة المصرية بقلم سيد جعيتم

651

عصر الفتوات من كتابي عرق الحارة المصرية بقلم سيد جعيتم

.

عرفناهم من عالم نجيب محفوظ، أقوياء البدن مهابي الطلعة، حماة الحارات، مهمتهم حفظ الأمن وحماية أهل الحارة من أي اعتداء، و الفصل في المنازعات بين الأهالي وبين التجار وبعضهم، أغلبهم عمل بالتجارة أو النقل، والفتوات كانوا بمثابة البوليس الشعبي.
وقد ارتبط الفتوة بالقوة والرجولة والشهامة والشجاعة التي يهرع أصحابها إلى نجدة الغير، ويشار لسيدنا علي بن أبي طالب بـ أبو الفتيان لتوفر فيه كل صفات النبل والشرف والفروسية والكرامة و نجدة الضعيف والمظلوم ، كما كان الخليفة العباسي الناصر يعتبر كبير الفتوات وجعل للفتونة نظامًا وملابسًا مميزة، ولا ننسي السلطان الظاهر بيبرس. في نهاية عصر الدولة العثمانية ضعفت الدولة، استغل بقايا المماليك الفرصة وشكلوا عصابات تنهب الأسواق والمتاجر وتخطف الأطفال ويعتدون علي الأمنين، فكون الحرافيش من سكان الحارات فرقًا للدفاع عن احيائهم يرأسهم أقواهم ( الفتوة)، يعاونه الشطار أو في مسمي أخر العياق أو المشاديد، يغلقون أبواب الحارات ليلًا ،و يعلقون الفوانيس لإنارة الحارة ويحرصون على نظافتها .
عندما يدخل غريب الحارة فعليه المرور على الفتوة أو رجاله يستفسرون منه عن سبب دخوله للحارة، ولا يسمح بدخوله إلا بعد أن يطمئن إليه وكثيرًا ما كان يرافقه أحد رجال الفتوة خاصة إذا كان قاصدًا لبيت به حريم ورجاله غائبون.
وقد انتشر هذا النظام في كل أحياء القاهرة والإسكندرية، وقد أشار المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي لذلك فقال :
ـ (أنه في آخر عهد المماليك كثر فرض الضرائب والفِرْدة (وهي لون من البلطجة يمارسها بعض الحكام اللصوص) ثم انتقلت إلى الأفراد البلطجية و أشباههم حتى ضاق الناس بذلك وهجروا أعمالهم، ولعل أبرز تلك الوقائع عندما خرج عمال (البرديسي) لجباية إتاوات جديدة من الناس حتى إذا قاربوا حي باب الشعرية خرجت نساء الحي و انهلن عليهم ضربًا بالمقشات وهن يرددن (إيش تاخد من تفليسي يا برديسي). وعندما شاهد ذلك فتوات الحسينية تصدوا للأمر ثم توجهوا إلى بيت القاضي، وطلبوا منه أن يتصدى للبرديسي لوقف الإتاوات، وبالفعل أذعن البرديسي).
(تاريخ فتوات مصر سيد صدِّيق عبدالفتاح الناشر: مكتبة مدبولي القاهرة).

ولا ننسي دعاء عاشور الناجي في رواية الحرافيش لنجيب محفوظ: (اللهم صن لى قوتي وزدني منها لأجعلها في خدمة عبادك الصالحين) .
قدمت السير الشعبية الفتوة وصورته لنا السينما علي أنه رجل قوي يرتدي الجلباب والعمامة وله شارب كبير مفتول ولا تفارقه عصاه ( نبوته)، وما بين الحقيقة والخيال، والواقع والأساطير، ظلت سيرة الفتوات منبعًا غنيًا تأخذ منه السينما، و كل ما شاهدناه في السينما أو ورد في الروايات، ليس إلا قطرة في بحر عالم الجدعنة والشهامة ، و أحيانًا الطغاة.
وقدمته الروايات كنموذج للحاكم المستبد أو كحاكم عادل، يسعى لتطبيق قانون القوة والحق حسب معادلاته الخاصة وبما يتوافق مع طبيعة أهل الحارة التي يحكمها، فهو حاكم شعبي سواء اختاره الناس أو فرض نفسه بالقوة، ولكي يستمر في موقعه، عليه أن يضيف إلى قوته ما يجعل الناس تحبه كأن ينصر الفقراء ويقيم العدل ويلعب دور الحكيم ويرتب الحياة في الحارة التي يحكمها بحيث يظل الجميع قانعين به و مدينين لحمايته، فهو على سبيل المثال يأخذ الإتاوة (مبلغ من المال ) من القادر ليعطي المحتاج. و ظهور الفتوة مرتبط بغياب سلطة الدولة لضبط المجتمع، فيبحث الناس عن بديل من بينهم، و يتنازلون له عن بعض حريتهم مقابل حمايتهم.

الفتوات ومقاومة الفرنسيين:

مع الحملة الفرنسية على مصر كان دور الفتوة قد رسخت جذوره وأصبح أكثر تأثيرًا، فحينما انكسرت شوكة الجيش العثماني على يد الفرنسيين، لم يكن هناك من يدافع عن القاهرة سوى فتواتها، فتجمع فتوات الأحياء والحارات لتنظيم خطوط الدفاع الشعبي ومقاومة جيش نابليون الذي استولى على القاهرة، ضاق نابليون بشغب الفتوات فاطلق عليهم تسمية (الحشاشين البطالين).
وفي 20 أكتوبر عام 1798، كان الفرنسيون قد فرضوا العديد من الضرائب على المصريين الأمر الذي أدى لتصاعد موجات من الاحتجاج ضد الاحتلال الفرنسي، وكان في طليعة الثائرين فتوات الأحياء ورجالهم وانضم لهم عدد من المماليك الذين رفضوا التسويات التي عقدها بونابرت مع قادتهم، ساد العنف حتي ثار الشعب ثورةً عارمةً سميت بثورة القاهرة الأولي، وحتى يوم 5 ديسمبر من عام 1798، قاد الفتوات وجموع الشعب المصري الثورة وقاموا بشن هجمات على معسكرات الفرنسيين في القاهرة، و أغلقوا الأحياء وأقاموا المتاريس و أوقفوا البيع والشراء، وكمنوا لحاكم القاهرة الجنرال الفرنسي ديبوي وقتلوه وهو وحراسه، وكان رد نابليون أن أمر بضرب القاهرة بالمدافع التي نصبها على قمة جبل المقطم.
اجتاح الفرنسيون القاهرة وكان همهم الأول إخضاع ثوار الأزهر منبت الثورة التي شارك فيها شيوخه وطلاب العلم من مصريين وغيرهم ( لا ننسي قتل نائب نابليون كليبر في 14 يونيو عام 1800على يد الطالب السوري سليمان الحلبي الذي كان من مجاوري الأزهر) ونجح الفرنسيون في إخضاع الحي ودخلوا الجامع الأزهر بخيولهم وضربوه بالمدافع وقتلوا شيوخه وتلاميذه وأحرقوا الكتب التي وجودها حتى توسل لهم من بقي على قيد الحياة من مشايخ الأزهر بالتوقف، استجاب بونابرت، على شرط توقف أعمال العنف من قبل المصريين.
استقيت هذه المعلومات من عدة مصادر منها:
ـ كتاب الهيئة العامة للإستعلامات: الأزهر – الدور السياسي للأزهر
ـ كتاب (وصف مصر Description de l’Egypte .

رحلت الحملة الفرنسية وأصبح الفتوة هو المسيطر على الحارة المصرية، حتى بعد إعادة تكوين الدولة المصرية الحديثة على يد محمد على، لم تنتهي سيطرة الفتوة بل زادت وبات الفتوة حامي الحارة و سيدها ومالكها، وأصبح لكل فتوة تجارة ومصالح ، وراح كل فتوة يوطد أركان ملكه على الحي أو الحارة، وكثيرًا ما قامت بين الفتوات معارك، لتصفية الحسابات المتضاربة بينهم وبين بعضهم .

انتظروني لنكمل عالم الفتوات

التعليقات مغلقة.