موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

عصفور الجنة.. الحب لا يستقيم مع الظلم.. بقلم هانى موسى

122

عصفور الجنة
بقلم هانى موسى

عانق خاطرى كثيراً ؛امتلاكى لعصفورٍ جميل ذات ألوان بديعة ،ممن تراقص على أغصان الشجر، و ممن داعب طفولتى فى طريقى للمدرسة ؛و أسر وجدانى وكل مسامعى بزقزقته عند شرفات منزلنا، الذى تزينه جمال الطبيعة الريفية من كل اتجاه ،وعلى حين غٍرّة حلقت إحداهن حول منزلنا حين غرها سحر الفضاء! فأولجت غرفتى، أخذت تتخبط يمينا ويسارا ،عاجلتها بإغلاق كل النوافذ، وصرت أقفز لأعلى وأسفل، وفى كل ركن وزاوية، وفوق كُتبى وأغراض إخوتى ،حتى دهستها أقدامى، وأنا اتصبب عرقاً ! حتى أحكمت قبضتى عليها وقلبى يزغرّد فرحاً ،وعيني تلمع بنشوة الانتصار، وصيحاتى تملأ أرجاء المكان كله، صرت أرفرف كأننى وهبت جناحين للطيران، حلقا ببسمتى، و بسرعة البرق وفرحة القلب ،طرت إلى أمى وهى تنهكها أعمال البيت، بعد عودتها من العمل،بنظرة خافقة شاحبة تُخضّبها الأحزان ألقتها فى وجهى، قالت:فعلتها ! حرام عليك يا بني! .وظلت تقدم لى كل دليل على جُرمىّ، وتحثني على تركها، لكنى لم أستجيب لها ،وصرت أكمل رحلة طيرانى، علّ قلبي يجد من يقاسمه فرحته ،ويوافق فعلته ؛نزلت بحلم طفولتى للطابق السفلى ،حيث والدى مدرس الفلسفة؛ يشرح لطلابه درساً خصوصياً، وبكل براءة اقتحمت فرحتى المكان ،
أنا : لقد أمسكت بواحدة يا أبى ،فتلقى أبى دهشته بابتسامة المعلم؛ لكن طلابه لم يستطيعوا القبض على ضحكاتهم ،التى أخذت تتعالى ،وعم المكان الفوضى ،وأربكت لوالدى كل ما أحكم زمامه، على هؤلاء الطلاب !أجلسنى والدى وطلب منى الانتظار حتى تنتهى الحصة، وبكل حسم أعاد للمكان هدوءه، وصار يكمل كلامه عن الحرية عند الفيلسوف الفرنسى روسو ،وأنا أداعب عصفورى الجميل ،أنا أسمع كلمات والدى الغريبة ، ثورة فرنسا !فولتير وموليير !ظلم الملك ،براثن سجن الباستيل، لكن استوقفتنى عبارته ” الإنسان ولد حراً..”وظل والدى يتكلم عن الحرية ،ونظراته لى تسابق لسانه كأنها سهم يرصدنى ،و أنا المتلقى الوحيد لدرسه ،أنصت لهذه الطلاسم -بالنسبة لى- والتى لم أفهم منها، غير أن الإنسان ولد حراً ،فقلت فى نفسى الحمد لله إنه يتحدث عن الإنسان ،حتى لا أكون أذنبت فى فعلتى هذه، ولا يعاقبنى على ما فعلت الآن ،لكن مازالت عيون طلابه تختلس النظرات صوبى ،وهم يبتسمون لصوت العصفور ،بين يدىّ فشعرت بأننى أتسبب فى عودة الفوضى للمكان مرة أخرى ، فاستأذنت والدى بالرحيل، لأنطلق بعصفورى؛ فلم أعد أفهم أنا ما يقوله”الحرية مع الخطر ،أفضل من العبودية مع السلم “…عدت إلى أمى أستأذنها نزول الشارع، حيث رفقاء يتقاسمون أوقات السعادة ،بما أمتلك اليوم لكنها أعلنت غضبها ثانيةً! وبعبوس تام صرخت فى وجهى: أتركها يا بني هذا حرام!
أنا : لكننى أحبها يا أمى .أمى : الحب لا يستقيم مع الظلم يابني. أنا : وما الظلم فى هذا ؟! أمى : لأنك منعتها أهم حقوقها فى الحياة .أنا : ما هو يا أمى ؟ أمى: أن تعيش كما خلقها وأرادها الله. أنا : ولكنى لن أؤذيها يا أمى. أمى : بل أنت هكذا تقتلها فى اليوم ألف مرة !أنا : لا ،أنا أحبها ،لن يكون ،لم تجد أمى لإقناعى أية سبيل، فخرجت من الحجرة، وأحكمت غلقها عليّ من الخارج ،وهى تردد:لعلك يا ولدى العنيد تدرك مقصدى !أخذت أركل بقدمىّ الباب، وأصرخ بأعلى صوتى ،ودموعى شلال ،حاول إخوتى إقناع أمى بفتح الباب، واستعطافها بكل سبيلٍ للعطف ،لكنها آثرت أن ينتصر بداخلها العقل هذه المرة، فألقت بكل كلماتهم جانبًا، حتى اُنهكت قواي، وجف دمعى ،واستسلمت لذى أمرٍ ،والوقت أصبحت دقائقه ساعات طوال !جدران حجرتى التى ألفتها سجن، يقبض أنفاسى ،صوت الصبية بالخارج وضحكاتهم تدغدغ عظامى، وتنهش روحى !أُطل من نافذتى وأنا أتحسر وأتلوى ألماً ،الغيرة تقتلنى، العصفورة- مثلى- أكاد أسمع وجعها، أدركت حينها ما لم أدركه من درس أبى ،صرت أنادى بأعلى صوتى، بعد أن ضاق المكان بكل مواجعى ،فتحت أمى الباب، وجدت يدىّ تمسح ما خّطت أدمعى، ربتت على أكتافى ، ألقت بنظرتها وابتسامتها فى حجرتى ،ثم مضت!.

التعليقات مغلقة.