عطاءات الحب في الإسلام…
حاتم السيد مصيلحي
الحب عاطفة إنسانية نبيلة، ومجاهدة قلبية وروحية مكينة، بها ترقى النفس وتسمو، وترتقي الأخلاق وتعلو، أعلى درجاته الحب في الله ولله، وتلك الدرجة تكفل الله بحراستها تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله كــ ( اثنان تحابا في الله، التقيا عليه وافترقا عليه).
كما أن الخشية ناتج من نواتج ذلك الحب، فتفيض العين دمعا، فتتنزل رحمات الله سكنا وهداية، ويعلوها حب رسول اللّه- صلى الله عليه وسلم- فيكتمل الإيمان بها ويصفو، وتصح فيمن صادفه ذلك الشعور مقولة ( الآن الآن ياعمر).
فبالحب تربح البيوع، وتربو الصدقات، وتنفك الكروبات، وتنحل العقد، وتنجلي الروح، وتزهد النفس في العرض، وتتعلق بالجوهر.
وقد جاء الإسلام لتنقية هذه العاطفة من أدرانها، وكبح جماحها، وتوجيهها الوجهة الصحيحة؛ لتمام مكرمتها ونبل مقصدها، فوضع قانونا ينظم به شهوات الإنسان وغرائزه ووضعها في إطارها الصحيح الحلال، ونبذ ماعداها من مشاعر غرائزية شهوانية، مبعثها الأنانية وحب الذات، بانقضاء الوطر وحصول اللذة تخبو وتذبل، فنهى عن الخوض في الأعراض بـ ( وصف أو غزل صريح أو هجاء…) أو التشهير وتتبع العورات بإقامة الحدود الرادعة، والتشديد عليها في الآيات القرآنية المنزلة، وفي الأحاديث النبوية المنزهة.
ويتجسد الحب في عطاياه الملموسة، ومبادلاته المحسوسة، كأن يقبل الأب أبناءه، وأن يسكن الزوج إلى زوجه في مودة ورحمة، وأن يتهادى المتحابون ولو بكلمات الود الصادقة كما قال- صلى الله عليه وسلم- ( إذا أحب الرجل أخاه فليخبره).
فلولا الحب لانقلبت الحياة إلى صراع محموم للاقتناس والافتراس، يأكل بعضنا بعضا دون شفقة أو رحمة.. فهلموا إلى واحة الحب فإليها مسرى القلوب، ومنها تعرج الأرواح.
بقلم: حاتم السيد مصيلحي
التعليقات مغلقة.